| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 18/5/ 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

في قرار القائد العام

عدنان حسين   

لا، ليس هذا بالقرار الصحيح، في ما نظن، ولا هو بالإجراء السليم، فالمشكلة التي يسعى القائد العام للقوات المسلحة (رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي) لحلها لا يرجع سببها الرئيس الى الإهمال، وإنما هو متصل بمجمل النظام الأمني المطبق في البلاد، بل يمتد عميقاً في طبيعة النظام السياسي القائم.
السيد المالكي قرر، بعد أحدث سلسلة تفجيرات وهجمات إرهابية اجتاحت البلاد وبخاصة العاصمة أول من أمس، أن يتخذ "إجراءات عقابية رادعة" في حق أمراء القواطع التي وقعت فيها العمليات الإرهابية. ولكن قبل أن يحاسب القائد العام رجاله يتعيّن عليه أن يرجع الى نفسه ويحاسبها عمّا يمكن أن يكون قد ارتكبه هو من أخطاء في إدارته الحكومة والقوات المسلحة.
قبل محاسبة أمراء القواطع يتوجب السؤال: هل وُضع تحت تصرفهم نظام استخباراتي في مستوى الوضع الأمني المتفجر في البلاد؟ وهل زُودوا بنظام الكتروني للفحص والمراقبة يغطي شوارع العاصمة وسائر المدن وساحاتها والطرق الخارجية؟
كل شهر، وأحياناً كل أسبوع، نسمع من مسؤول أمني أو وزير أو نائب كلاماً يعدّ الاستخبارات نقطة الضعف الرئيسة في نظامنا الأمني. لماذا؟ ما الذي يمنع إنشاء نظام استخباري فعّال... المال؟ موجود بوفرة وسائب الى درجة أن أمراء الفساد المالي والإداري تتضاعف أعدادهم كالفطر.. البشر؟ هم أيضاً موجودون، والعاطلون عن العمل منهم بمئات الآلاف، بل قل بالملايين ولا تخش الوقوع في أدنى خطأ.
يعرف القائد العام، كما غيره من قادة القوات المختلفة، وكما يعرف حتى أبسط الناس، ان العالم متخم بالأجهزة والأنظمة الالكترونية الفعالة التي في مستطاعها التحديد بدقة من أين يجيء الإرهابيون وكيف يصنعون مفخخاتهم وبأي الوسائط ينقلونها من مكان الى آخر. لماذا لا نشتري هذه الأجهزة والأنظمة؟ من ذا الذي يحول دون هذا؟
ويعرف القائد العام، كما يعرف رجاله العسكريون والمدنيون ونحن جميعاً معهم، أن جهاز الكشف عن المتفجرات المعتمد في نقاط التفتيش ليس صالحاً لشيء غير الفرجة والتندر من الحكومة ورئيسها والقوات المسلحة بسبب إصرارهم الغريب على استخدامه. لماذا هذا الإصرار الذي يثير الحنق في النفوس؟
وقبل محاسبتهم أما ينبغي التدقيق في هويات هؤلاء الأمراء وسائر القادة الأمنيين.. كيف أصبحوا في هذه المواقع؟ من اختارهم؟ هل جرى التوثق من مهنيتهم ونزاهتهم ووطنيتهم؟ أم اقتصر الأمر على سماع كلمات الولاء الشخصي، وحتى الطائفي، منهم؟
رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة يتعين أن يسائل نفسه أيضاً عن دوره هو وحزبه وائتلافه في الأزمة السياسية الشاملة، المديدة والمتفاقمة، وفي الفشل في تلبية أبسط حاجات الناس ومتطلباتهم، وفي النظام السياسي الفاسد والفاشل باعتراف رئيس مجلس الوزراء وزملائه من أعضاء الطبقة السياسية المتنفذة.. أليست ها هنا البيئة الأنسب لازدهار الإرهاب؟
القائد العام للقوات المسلحة.. الإجراءات العقابية الرادعة في حق أمراء القواطع، بمعزل عن نظام استخباري كفء وعن أجهزة وأنظمة الكترونية للمراقبة متطورة وعن العودة الى الرشد سياسياً، قد تنتهي بك ذات يوم الى انك لن تجد من تحاسبه وتعاقبه وتردعه من أمراء القواطع والوحدات!


المدى
العدد (2799) 18/5/2013

 

 

free web counter