| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 18/10/ 2012                                                                      

 

شنــاشيــــل :

ديمقراطية ماكو

عدنان حسين          

الأغلبية من العراقيين غير راضية عن عملية التحول الديمقراطي، فرؤيتها تتراوح بين عدم وجود عملية من هذا النوع في البلاد ووجودها لكن بدرجة متدنية. كما ان هذه الاغلبية  ترى أن البرلمان وتشريعاته والحكومة وسياساتها مقصّرة في تعزيز عملية التحول الديمقراطي.

هذا ما خلص اليه استطلاع للرأي أجراه مركز المعلومة للبحث والتطوير عن "حالة الديمقراطية والمجتمع المدني في العراق"، ونشرت نتائجه في صحافة أمس.

 أظن ان النتائج واقعية تماماً لأنني أتلمسها في آراء الناس الذين أتعامل معهم .. الزميلات والزملاء في العمل، الأهل والأقارب، الصديقات والأصدقاء ، رواد الأماكن العامة التي أتردد عليها وبخاصة المقاهي، سواق التاكسي وركاب سيارات النقل الجماعي التي يحلو لي استخدامها من آن الى آخر. الأغلبية من هؤلاء لديهم تقريباً المواقف ذاتها التي عكستها نتائج الاستطلاع.

 وبحسب ما أعلنه المسؤولون عن المركز فإن الاستطلاع جُمعت بياناته في 10 محافظات هي: بغداد، أربيل، صلاح الدين، الأنبار، بابل، النجف، الديوانية، ميسان، ذي قار، والبصرة.

 نسبة  الذي يرون ان نظامنا السياسي لا  يشهد تحولاً ديمقراطياً أو يشهد بدرجة متدنية بلغت حوالي 59 في المئة ومثلها تقريباً كانت نسبة المعتقدين بان التشريعات البرلمانية غير معززة لعملية التحول الديمقراطي أو معززة بدرجة قليلة. واقتربت من هذا أيضاً نسبة المعتقدين بأن الأحزاب لم تأخذ دورها في عملية التحول الديمقراطي أو أخذته بدرجة قليلة.

 وارتفعت الى 61 في المئة نسبة المعتقدين بأن مبدأ المساواة في حقوق المواطنين بغض النظر عن الانتماء الديني غير مطبق أو مطبق بدرجة قليلة، ورأى اكثر من 60 في المئة ان الفرد لا يحصل على معاملة عادلة في دوائر الدولة أو يحصل ولكن بدرجة قليلة، ويعتقد 62 في المئة ان حرية الفكر غير مضمونة تماماً، ورأى 50  في المئة انهم لا يستطيعون انتقاد سياسات الحكومة عبر التظاهر والاعتصام خوفاً من التعرض للاعتقال أو المضايقة.

 من الملوم في هذه النتائج التي تأتي بعد نحو عشر سنوات من اطاحة نظام صدام حسين الدكتاتوري وقيام نظام كان من المفترض ان يكون نقيضه وبديله؟.

 الاستطلاع يجيب عن هذا السؤال فـ 60 في المئة رأوا ان مجلس النواب لم يقم بدوره الرقابي على الحكومة، ونحو 62 في المئة اعتبروا ان الحكومة لا تقوم بأي دور في عملية التحول الديمقراطي أو انها تقوم بدور قليل.

 يوم كنا نعارض نظام صدام تعهدنا للشعب العراقي باننا سنعوضه سريعاً عما عاناه أمداً طويلاً باقامة نظام ديمقراطي. وبعد عشر سنوات تتبدى النتيجة متواضعة، بل مخيبة للآمال، كما تعكس وقائع استطلاع الرأي هذا.

 من يضمن ان النتيجة ستكون مختلفة بعد عشر سنوات أخرى؟

 شخصياً لا أضمن، فنظامنا الحالي يمشي في الاتجاه المعاكس، وشعاره: ديمقراطية ماكو.

المدى
العدد (2625) الخميس 18/10/2012



 

 

free web counter