| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 17/8/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

حكومة فاشلة بالثلاثة

عدنان حسين

من المسؤول؟ من قام بهذه الأعمال؟ من يريد عودة العراق إلى مرحلة بدت أنها أصبحت من الماضي؟
على مدار الساعة حتى منتصف الليلة قبل الماضية كانت هذه الأسئلة تتردد على ألسنة مذيعين ومقدمي برامج إخبارية في الفضائيات العربية، بدوا، كما كثير من العراقيين، متفاجئين بتسونامي التفجيرات الدامية الذي اجتاح ثماني محافظات عراقية في يوم واحد، هو أمس الأول، بل في جزء من هذا اليوم.

المحللون السياسيون الذين طُرحت عليهم هذه الأسئلة شرّقوا وغرّبوا في إجاباتهم، فمنهم من اقتفى آثار المصادر الحكومية العسكرية والمدنية في اتهام القاعدة والبعثيين، ومنهم من أنحى باللائمة على الأميركيين لتعطيل انسحابهم نهاية العام الحالي، وفريق ثالث وفريق رابع مدّا أصابع الاتهام، كلاً حسب توجّهه الطائفي، إما نحو جيراننا الشرقيين أو باتجاه جيراننا الغربيين. وبذا ضاع مشاهد هذه الفضائيات في معرفة من المسؤول عن التفجيرات التي أُزهقت فيها أرواح عراقية كثيرة وسُفكت دماء عراقية وفيرة، وأًتلفت ممتلكات عراقية ثمينة.
هذه التفجيرات من مسؤولية جهة واحدة فقط بالتأكيد، فمن السذاجة التصور أن أكثر من جهة خططت لها وموّلتها وسهّلتها لوجستياً ونفّذتها لتحدث كلها في اليوم نفسه من باب الصدفة المحض.
وأيا كانت هذه الجهة، القاعدة أو البعثيين، كما أعلنت صراحة المصادر الحكومية، أو الأميركيين كما أكّد بعض المحللين من دون دليل قاطع، أو الإيرانيين أو السعوديين مثلما أوحت به تحليلات بعض المحللين بحسب توجههم الطائفي، فان المسؤول الأول والأخير عن وقوع هذه التفجيرات، في نظر المواطن العراقي، هي الحكومة. والحكومة بالنسبة لهذا المواطن هي كل القوى المشاركة فيها وكل زعماء هذه القوى.. لا أحد منها أو منهم يُمكنه أن يتنصل من المسؤولية وينأى بنفسه عنها ويرمي غيره بالحجر.
هذه التفجيرات ما كان لها أن تقع لولا وجود خرق كبير في أجهزة الأمن، وهذا الخرق ما كان له أن يكون لولا الخرق الكبير في عمل الحكومة في كل المجالات، وهذا الخرق بدوره ما كان ليكون لولا الخرق الهائل على الجبهة السياسية حيث القوى المتنفذة في الحكومة والعملية السياسية مهملة لواجباتها ومسؤولياتها تجاه الشعب والوطن ومستغرقة في العمل ضد بعضها البعض وغارقة في قضايا الفساد والإفساد وتبرير هذه القضايا.
توفير الأمن للناس هو المسؤولية الأولى للحكومة، وعندما يحدث خرق أمني كالذي حدث أمس الأول فمعنى ذلك أن الحكومة فاشلة فشلاً ذريعاً في القيام بواجبها، والحكومة الفاشلة في أداء مسؤوليتها يجب أن ترحل غير مأسوف عليها.
حكومتنا منشغلة عن الأمن بالصراع بين قواها المتنفذة على السلطة والنفوذ والمال.. وحكومتنا منشغلة عن الأمن بالولوغ في الفساد والتستّر على الفاسدين والمُفسدين، وحكومتنا منشغلة عن الأمن في التضييق على الحريات العامة وبخاصة حرية الإعلام، وحكومتنا في الواقع ليست منشغلة عن الأمن وحده، فإلى جانبه الكهرباء والزراعة والصناعة والتجارة والري ونظافة الشوارع.. الخ.
ومعنى هذا كله أن حكومتنا فاشلة ثم فاشلة ثم فاشلة.
 


العدد (2224) الأربعاء 17/08/2011






 

 

 

free web counter