| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 17/1/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لماذا لا نكون مثل الكويت؟

عدنان حسين

الكويت، المدينة بشوارعها وأزقتها وطرقها السريعة، نظيفة للغاية هذه الأيام كما هي دائماً. لماذا الكتابة عنها إذن؟ .. لأنها تشهد الآن حملة انتخابية حامية الوطيس، خصوصاً بين الجيل الجديد من المرشحين الذي يتطلّع إلى تغيير ما، وجيل "الحرس القديم" الذي يريد إبقاء الأشياء على حالها، بحسب ما يقول البعض من أهل البلد.

والكويت نظيفة وهي في ذروة الحملة الانتخابية المستمرة حتى مطلع الشهر المقبل، لأن هناك قانوناً يمنع نشر صور المرشحين وإعلاناتهم الانتخابية حسبما أتفق .. والقانون محترم من الجميع ولا أحد يتجاوز عليه بأي صورة وشكل، فالمرشحون أحرار في استخدام وسائل الإعلام للدعاية لأنفسهم والتعريف ببرامجهم في صيغة إعلانات مدفوعة، لكنهم على الأرض ملزمون بأن يُعلنوا عن أنفسهم، صورة وكتابة، على لوحات معدنية كبيرة نسبياً أعدّتها البلدية خصيصاً لهذه الغاية في الدوائر التي يترشحون عنها، على أطراف الأحياء السكنية وعند مداخلها وفي أماكن الخدمات العامة كالجمعيات (الأسواق المركزية الخاصة بالضواحي)، وعند انتهاء الحملة الانتخابية يقوم عمال البلدية برفع اللوحات بما فيها. وعدا عن هذا لا يحقّ للمرشح أياً كان أن يضع صورة له ولو بحجم طابع البريد أو شعاراً ولو كان بحجم 9 الطباعي في مكان عام. وبهذا الإجراء ظلت مدن الكويت نظيفة على الدوام.
هذه الحال تعاكس تماماً ما يجري عندنا، فمع أن آخر انتخابات برلمانية جرت منذ سنتين بالتمام والكمال لم تزل صور بعض المرشحين، في الغالب أجزاء منها، تشوّه الجدران في شوارع العاصمة بغداد وسائر المدن، وقد كلحت ألوانها وانتشرت عليها الأوساخ، ولم يبق ممن تمثلهم الصور إلا نصف الوجه أو ربعه، وهو ما يمثل إساءة للمدينة والذوق العام والمرشح نفسه الذي يُظهره ما تبقى من صورته بشكل مُنفّر. والمشكلة إن المرشحين في انتخاباتنا يلصقون صورهم ويرفعون شعاراتهم بنحو كيفي وعشوائي، وكثيراً ما ألصق مرشح صوره ولافتاته فوق صور ولافتات مرشحين آخرين أو بجوارها تماما ليتحول الجدار إلى غابة من الصور واللافتات.
حالنا تعكس الاستهانة بالقوانين والأنظمة، وبالذات من المرشحين لأن يكونوا مشرعي قوانين، سواء على المستوى الوطني في مجلس النواب أو على المستوى المحلي في مجالس المحافظات، فثمة قرارات وأنظمة لدينا تُلزم المرشحين برفع صورهم وشعاراتهم الانتخابية من الأماكن المرفوعة أو المُلصقة عليها وتُوقع غرامات على المخالفين، بيد أن هذه القرارات والأنظمة لا تجد طريقها إلى التنفيذ ممن شرّعها أو ممن أنيطت به مهمة التنفيذ فأصبحت غير محترمة وازدادت معها مدننا سوءاً على سوئها المتعدد الأشكال والألوان والمجالات.
عما قريب يُفترض أن تجري انتخابات مجالس المحافظات والمجالس المحلية في إقليم كردستان، وحيث أننا فاقدو الأمل في أن تهتم الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والبلديات في المحافظات والمدن العربية بهذا الأمر، نأمل أن تشرّع سلطات الإقليم قانوناً شبيها بالقانون الكويتي في ما يتعلق بالدعاية الانتخابية، ليكون الإقليم قدوة ومثلاً بدل أن تكون القدوة والمثل في الخارج، نحتاج إلى أن نعبر الحدود ونستخرج سمات الدخول للاطلاع عليها.
 

المدى
العدد (2366) الثلاثاء 17/1/2012



 

 

free web counter