| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 16/9/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

إلى حيث ألقت رحلها

عدنان حسين   

يبدو عضو مجلس النواب الاتحادي عن الائتلاف الكردستاني محما خليل منزعجاً وزعلان لأن العملية السياسية مهددة بالانهيار في رأيه، فاختار في تصريح له أن يحذّر من العواقب وأن يدعو السياسيين إلى السعي لتفادي هذا الانهيار خشية أن يؤدي بها (الانهيار) إلى الهاوية، بحسب تعبيره.

لا أدري لماذا يُبدي النائب المحترم كل هذه الحمية على جثة هامدة لا يريد لها أصحابها أن يجري الدم في عروقها. فهل يُمكن مثلاً -إذا ما نجح من أهاب بهم النائب الكردستاني العمل على منع سقوط العملية السياسية الراهنة في الهاوية– أن تكون هذه العملية في صورة جديدة وصيغة جديدة؟ ممكن بالطبع، لكن هذا يتطلب بالضرورة أن يتولى العملية غير الذين تولوها حتى الآن، فمن يقبل بهذا؟
النائب خليل يرى أن عدم حل المشاكل التي تواجهها العملية السياسية الآن، سيجعل البلاد تشهد "أزمة تلو الأخرى"، كما لو أننا لا نخوض الآن في بحر من الأزمات والمشاكل والمحن والمصائب و"البلاوي" بفضل هذه العملية السياسية اللعينة.
بالله عليك أيها النائب المحترم، في أيّ مجال لا توجد لدينا أزمة تتلو أزمة؟ وفي أي ميدان لا توجد مشكلة تلد مشكلة؟ وفي أي حقل لا توجد معضلة متمخضة عن معضلة؟.. الأمن؟ السياسة؟ الاقتصاد؟ الخدمات العامة (من الكهرباء إلى نظافة الشوارع)؟ الثقافة؟ الحياة الاجتماعية؟ العلاقات الخارجية؟ العلاقات الداخلية بين الحكومة والشعب.. بين الحكومة والقوى السياسية الأخرى داخل البرلمان وخارجه.. بين الحكومة وسلطات إقليم كردستان.. بين الحكومة والمحافظات.. بين القوى السياسية نفسها حتى في إطار التحالفات والائتلافات المنضوية تحت لوائها؟ فهل بقي مكان في البلاد أو زاوية من زوايا الحياة من دون أزمة أو مشكلة أو معضلة؟
يعرف النائب الكردستاني، كما نعرف جميعاً، أن العملية السياسية التي يُحذّر من انهيارها وانحدارها إلى الهاوية هي -بصيغتها التي تشكلت بها منذ البداية- السبب الكامن وراء الأزمات والمشاكل والمعضلات والمصائب التي تتخبط بها البلاد بمن عليها من بشر. وعليه فان ما يتوجب أن يعمل عليه نائب الشعب أن يدع هذه العملية تنحدر الى الهاوية وأن يقوم أصحاب هذه الجثة الهامدة بدفنها، فإكرام الميت في دفنه.
لعشر سنوات لم تجلب لنا هذه العملية السياسية سوى القتل والخراب والتعصب والاحتراب والفساد وانتهاك الحقوق الأساسية والتجاوز على الحريات العامة والخاصة، والفقر والبطالة، والرفع من شأن الكثير ممن لا يساوي الواحد منهم في قيمته شروى نقير، فعلام يريدنا النائب أن نتمسك بها ونحول دون انحدارها إلى الهاوية؟ ألكي نعيد إنتاج الأزمات والمشاكل والمعضلات والنكبات والويلات والبلاوي نفسها؟
أعظم خدمة يُمكن أن تُقدّم إلى الشعب العراقي الآن أن نُلقي بهذه العملية السياسية والقائمين عليها إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، فلن نخسر شيئاً.. بل سنربح المستقبل.
 

المدى
العدد (2593) الأحد 16/9/2012



 

 

free web counter