| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 16/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

حرامية الحج !

عدنان حسين

ليست الأولى ولا الثانية ولا العاشرة ولا حتى المئة.. إنها الرقم ألف أو ألفان أو ثلاثة آلاف بين الفضائح بجلاجل التي يتميز بها نظامنا السياسي الحالي منذ أن اعتمد نظام المحاصصة الفاسد المفسد قانوناً أساسياً له بدل الدستور المعمّد بالدم في استفتاءٍ تحدى فيه الشعب المفخخات والأحزمة الناسفة والهجمات بالرصاص والصواريخ.

منذ بضعة أيام فقط أعلنت هيئة الحج والعمرة أنها حجزت 640 مقعداً بين مقاعد حجاج مكة هذه السنة لأعضاء مجلس النواب ومرافقيهم (أي كل أعضاء المجلس المسجلين مسلمون بمن فيهم غير المصلّين غير الصائمين غير المزكّين، وعدد مماثل لمرافقين لهم). كانت تلك فضيحة بجلاجل بالطبع، فالنواب لم يكفهم الاستحواذ على مخصصات وامتيازات مبالغ فيها ولا يستحقونها، بل راحوا ينافسون الشيوخ والعجائز من الناس العاديين على مقاعد الحج من دون وجه حق ومن غير مسوّغ شرعي أو أخلاقي.
وأمس تكشفت فصول فضيحة أخرى لم تخرج هي الأخرى من دائرة الطبقة الحاكمة، منبع الفساد كله وبؤرته، فقد أُعلن أن رئيس هيئة الحج والعمرة محمد تقي المولى قدّم إلى رئيس الوزراء نوري المالكي استقالته من منصبه على خلفية طلب مسؤولين في السلطة تقاسم الحصة الإضافية التي منحتها السعودية للحجاج العراقيين هذه السنة والبالغة ستة آلاف حاج.
وفي تفاصيل الفضيحة إن عدداّ من المسؤولين في السلطة تقدّم إلى رئيس الهيئة بطلب لتقاسم الحصة الإضافية على أن ينال كل مسؤول ألف حصة.
لا نحتاج إلى أن نكون في ذكاء مكتشف قانون الجاذبية أو واضع نظرية دوران الأرض حول الشمس لنكتشف أن المسؤولين الضاغطين للاستحواذ على الحصة الإضافية للحجاج هم رؤساء كتل سياسية حاكمة أو وزراء أو نواب أو من هم في درجتهم أو أعلى، فهؤلاء فقط مَن بوسعهم أن يكون لهم سلطان الضغط على رئيس هيئة الحج والعمرة.
ماذا يفعل هؤلاء المسؤولون الكبار في دولتنا المتخمة بالفساد بهذه الآلاف من المقاعد؟ بالتأكيد أنهم لم يفعلوا ذلك بدافع توزيعها على الفقراء والمعوزين، فهؤلاء في الأساس غير مكتوب عليهم الحج، لأنهم من المعفوّين منه فهم ممن لا يستطيعون إليه سبيلاً.
المنطق يقول إن المسؤولين الكبار في دولتنا المتخمة بالفساد الذين ضغطوا على رئيس هيئة الحج ولم يستطع رداً لضغطهم فتقدّم باستقالته من منصبه دفعاً للإحراج والمساءلة، يريدون تناهب هذه الحصة لبيعها مقابل الحصول على المال أو على الأزلام والأتباع والمصفقين.
رفض رئيس الوزراء استقالة المولى وتأكيده أن حصة الحج الإضافية ستُوزع على الحجاج الذين فازوا بالقرعة حسب الأقدمية باعتبارها استحقاقاً لهم وليس للمسؤولين الكبار حرامية الحج، لن يخفف من فضائحية الحكاية التي لن تكون آخر حكايا الفساد الذي تتوالد أنواعه وأشكاله الخبيثة، كما السرطان، في بيئة نظامنا المحاصصي.


العدد (2279) الأحد 16/10/2011






 

 

 

free web counter