| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين  15 / 9 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

فيزا الرئيس الفرنسي إلى بغداد

عدنان حسين            

عساه صحيحاً أن سلطة الطيران المدني بدأت بالتحقيق في الحادث الخطير الذي وقع في مطار بغداد منذ أيام، عندما قام موظف (ضابط) أحمق بتسريب صورة الصفحة الخاصة بسمة الدخول (فيزا) في جواز سفر الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الذي قدم الينا في زيارة رسمية لتأكيد تضامن فرنسا وشعبها معنا ضد (داعش)، وانخراطها في الحرب العالمية الوشيكة على هذا التنظيم الإرهابي.

وعساه صحيحاً أيضاً ان وزارة الداخلية قد اعتقلت الضابط الأحمق لمساءلته ومحاسبته عن فِعلته الخرقاء.

لكنّ مدير سلطة الطيران الذي استكثر على الإعلام أن يعطي الحادث "حيزاً كبيراً" بعد انتشار الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يستحق هو الآخر المساءلة والعقاب، بل الإبعاد عن الموقع الذي يحتله، لأنه غير جدير به.

من الواضح ان هذا المدير الذي عندما سُئل عن الحادث وصرّح قائلاً: "أستغرب من انتشار الصورة وأخذها حيزاً كبيراً في الإعلام"، لا يدرك خطورة ما قام به الضابط مُسرّب الصورة، ولا يعرف شيئاً في أخلاقيات المهنة وأصولها ولا في مسؤوليات الوظيفة العامة والتزاماتها، فضلاً عن اللياقات وقواعد السلوك العام.. لو كان لديه أدنى إلمام بهذا لاستفزّه في الحال قيام أحد موظفي المطار بخيانة الأمانة وتجاوز حدود وظيفته وانتهاك الأعراف الدبلوماسية.. ما قام به الموظف (الضابط) الأحمق كان إهانة سافرة لدولة صديقة وشعبها ولرئيس هذه الدولة الصديقة الذي جاء بدعوة من رئيس دولتنا وحكومتها، بل هي أيضاً إهانة للدولة العراقية نفسها وللشعب العراقي، وكان من واجب مدير سلطة الطيران المدني أن يبادر على الفور الى الاعتذار علناً عما حصل والوعد بالتحقيق الفوري واتخاذ كل ما يلزم لمعاقبة الموظف الأخرق، وليس لوم الإعلام لأنه اهتم بالحادث وأعطاه "حيزاً كبيراً".

ربما سيُسَجّل هذا الحادث بوصفه الأول من نوعه في العالم كله، فلم نسمع من قبل بوقوع فعل مشين كهذا في أي مطار. وعليه فان وزير النقل الجديد مُطالب بالتوصية بردع ليس فقط الموظف (الضبط) الأحمق وإنما أيضاً مدير سلطة الطيران الذي سعى للتهوين مما حدث، والاستغراب من الاستفزاز الذي شكّله الحادث للرأي العام في البلاد.

وزير النقل مُطالب بألا ينتهي المطاف بملف هذه القضية الى واحد من الرفوف العالية أو إحدى سلال المهملات في وزارته، كما حصل في عهد سلفه بخصوص ملف إعادة طائرة شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية الى بيروت وهي في الجو وعدم السماح لها بالهبوط في مطار بغداد لأنها، كما أعلنت الشركة وقتها، لم تنتظر أحد أبناء الوزير السابق المتأخر عن موعد الإقلاع، وهو ملف لم نسمع شيئاً بخصوصه برغم ان الوزير السابق وعد علناً بالتحقيق في الأمر وإعلان نتائج التحقيق، وهو وعد لم يتحقق حتى اليوم بعد مرور أكثر من ستة أشهر على ذاك الحادث المشين هو الآخر!!

(بعد نحو ساعتين من كتابة هذا العمود قرأتُ نقلاً عن "مصدر مطلع" أن وزير النقل المهندس باقر جبر الزبيدي قد اتخذ قراراً بعزل مدير سلطة الطيران المدني.. حسناً فعل ونعم ما فعل).


المدى
العدد (3173) 15/9/2014

 

 

free web counter