| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 15/5/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أوان الغضب العراقي

عدنان حسين
 

هذا أوان الغضب العراقي في مقابل الفساد السياسي الصارخ الذي حلّق للتو في عاصمتنا بغداد عالياً بصفقة الثلاثي غير المرح كما لم تحلّق من قبل أي طائرة أو سفينة فضاء، الآن بالذات هو موعد غضبنا الساطع في مقابل الصلف الذي تبديه بعناد منقطع النظير الطبقة السياسية المتحكمة بمقاديرنا ومقادير بلادنا المُنهكة حدّ الإعياء والإغماء.

لم نعد نحتاج إلى أن ننتظر انتهاء مدة المئة يوم التي حدّدها رئيس الحكومة، ومن خلفه الطبقة السياسية الحاكمة، فلم تعد ثمة ثقة في ما يقولونه ويعدون به.. إنهم يتعاملون معنا مثل باعة الطماطة الفاسدة، يعرضون علينا الجزء السليم المُلمّع من الطماطة ويضعونها بترتيب في الأكياس وهم يقسمون أغلظ الإيمان أنها طازجة ولا يوجد أفضل منها، حتى إذا دفعنا الثمن المطلوب وفتحنا الأكياس في البيت لكي نطبخ واجهنا حقيقة انه لا يوجد أفسد من هذه الطماطة، إنهم طبقة فاسدة، ليست لديها غير البضاعة الفاسدة، كبضاعة الحكومة الأكبر في العالم التي نصف أعضائها لا مناصب لهم، وكبضاعة نواب الرئيس الثلاثة الذين لا لزوم حتى لنصف الواحد منهم.
الإناء ينضح ما فيه دائماً، وليس منتظراً من هذه الطبقة سوى الفساد ثم الفساد ثم الفساد، مرة في صيغة فساد سياسي وثانية في صيغة فساد مالي وأخرى، وليست أخيرة، في صيغة فساد إداري.
هذه طبقة تستحق أن نثور عليها وأن نهتف ونرفع الشعارات بإسقاطها، فشعار: إصلاح النظام، لم يعد صحيحاً لأنه غير مُجد، فمن غير الصحيح ومن غير المجدي انتظار أية قرارات من الحكومة ومجلس النواب تُحقق التعهدات التي أطلقتها الحكومة ووعدت بها الكتل النيابية في مزايدة دعائية غداة انطلاق التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح في 25 شباط الماضي.
الآن يتعين أن يعود الشباب، ونحن معهم، إلى ساحة التحرير وسائر الساحات والشوارع في مدننا لنطالب بالتغيير.. التغيير الجذري الذي ينطوي على إنهاء هذا النظام الذي يحتقر الشعب ويهين كرامته، إنهاء نظام المحاصصة في الحال، بتعديل الدستور وإصدار قانون جديد للانتخابات وقانون للأحزاب وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
نحتاج إلى أسلوب جديد، غير التظاهرات المحدودة، في الكفاح ضد هذه الطبقة التي لا تراعي حرمةً لمصالح الوطن أو لحقوق الشعب.. أسلوب يشبه الأسلوب الذي اتبعه التونسيون لإسقاط نظام بن علي والمصريون للخلاص من نظام مبارك، ويتبعه الآن اليمنيون والليبيون للخلاص من صدام الصغير وصاحب الجرذان.. انه أسلوب التظاهر السلمي المستمر والاعتصام المتواصل، حتى تُذعن هذه الطبقة لمطالب الشعب أو ترحل غير مأسوف عليها وتترك لنا انتخاب برلمان جديد وحكومة جديدة يحتل مقاعد الأكثرية فيهما من لديهم ذمّة وضمير وأخلاق.
إنني أدعو شباب الفيسبوك الذين أنجزوا في 25 شباط مأثرة وطنية لم تكتمل، إلى أن يعودوا إلى الساحات يوم الجمعة المقبل لاستئناف غضبهم المشروع الذي ذُعرت له الطبقة الفاسدة وكاد أن يصيبها في مقتل.

لا بد أن ينفجر الغضب العراقي الساطع في وجوه هؤلاء الغارقين في فسادهم الصارخ.



العدد (2130) الأحد 15/05/2011






 

 

 

free web counter