| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 15/5/ 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ولماذا ليس رئيس وزراء؟

عدنان حسين   

عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءتني مراسلات تفيد بأن مكتب رئيس الوزراء في بغداد تلقّى اقتراحات من مواطنين في محافظات مختلفة بتعيين محافظ ميسان علي دواي لازم نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات بدلا من النائب الحالي صالح المطلك.
إذا صحّت هذه المعلومات فانها تعبّر في المقام الأول عن الشعور بخيبة الأمل حيال السيد المطلك ودوره في منصبه الحالي، فالمطلك ما حلّ رجل دجاجة ولا ربط رجل نعجة منذ تولّيه هذا المنصب حتى اليوم. وهذه المعلومات تعكس أيضاً فقدان الثقة بالحكومة على صعيد الوفاء بوعودها وتنفيذ برنامجها وبخاصة في القطاع الأهم، الخدمات، والتطلع الى مخلّص يضع حداً لهذه المحنة التي طال أمدها كثيراً.
معلومٌ أن وراء هذه الاقتراحات انجازات حققها المحافظ لازم في محافظته، وسمعته الشخصية كمسؤول جاد ومثابر ومتواضع ونزيه، وهو ما استحق أن يسبغ عليه أبناء محافظته أوصافاً حميدة كـ "غيفارا الفقراء" (غيفارا الأصلي كان للفقراء والمحرومين أيضاً) و"الملك" و"شريف العراق". ومما حققه السيد لازم انه استكمل ما بدأه سلفه عادل مهودر، وزير البلديات والاشغال الحالي، من مشاريع، واستثمر موازنات محافظته خير استثمار في انجاز مشاريع جديدة، ما جعل محافظة ميسان التي كانت على الدوام مثالاً للتخلف والاهمال، تتميز على سائر محافظات البلاد الجنوبية والوسطى والغربية.
ان مسؤولا بمواصفات السيد لازم جدير في الواقع بتولي رئاسة حكومتنا وليس نيابة الرئاسة، فحال الخراب المزمنة في البلاد يحتاج علاجها الى رئيس حكومة جاد ومجتهد ومتفان وصادق وصريح ومتواضع، يمضي معظم وقته خارج مكتبه للوقوف على أحوال الناس البائسة عن كثب ولمتابعة تنفيذ الخطط والمشاريع المناطة بالحكومة ووزاراتها، لا أن يتحصن ويتشرنق داخل المنطقة الخضراء المحصنة، ولا يعرف عما يدور خارج حصنه إلا من ثلة الأعوان الانتهازية.
بالطبع لن نفترض أن المحافظ لازم عسل خالص مُصفى أو ذهب عيار 24 قيراط، فهو بشر، والبشر خطّاؤون بطبيعتهم (الحكماء والأسوياء منهم يتعلمون من أخطائهم). ومما نسمعه من انتقادات لمحافظ ميسان انه لا يكترث بتعليم الإناث، وذلك بإهمال مدارس البنات وتركيز اهتمامه على مدارس البنين. أرجو أن لا يكون هذا صحيحاً، فلابد أن شخصاً واعياً كالسيد لازم في عائلته نساء متعلمات يدرك قيمة التعليم الجيد في خلق امرأة نافعة لمجتمعها وأهلها وعائلتها.
ملاحظة أخيرة لمن لن أتردد في التصويت له رئيساً للوزراء إذا انحصرت المفاضلة بينه وبين رئيس الوزراء الحالي، بأن يتفادى الظهور الإعلامي المتواصل بمناسبة ومن غير مناسبة، حتى لا يحترق.. ليدع أعماله تتحدث عن نفسها وعنه هو.


المدى
العدد (2797) 15/5/2013

 

 

free web counter