| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 14/2/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أي قمّة نريد؟

عدنان حسين 

أي قمّة عربية نريد؟ وماذا نريد من هذه القمة؟.. نحن العراقيين بأغلبيتنا الساحقة نريد قمة ناجحة، بل ناجحة جداً جداً. لا شك في هذا. فهذه أول قمّة عربية تُعقد في عاصمتنا العريقة منذ نحو ربع قرن، وهي أول قمة تعود إلى بغداد وعاصمتنا من دون صدام حسين، أي أول قمة يستضيفها نظامنا الجديد الذي لم يكن موقف العرب بالمجمل منه ودياً.

وعلاوة على هذا فإنها القمة العربية الأولى التي تعقد في زمن الربيع العربي. وعليه فإننا نريد من هذه القمة أن تبارك نظامنا الجديد الذي لدينا عليه ملاحظات أكثر وأهم من ملاحظات العرب... نريد لهذه القمة أن تُعيدنا إعادة كاملة إلى محيطنا الإقليمي بما يتناسب مع مكانة بلادنا وشعبنا ودورهما الإقليمي والدولي، فعودة من هذا النوع تحقق لنا فوائد جمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، ومن دون عودة من هذا النوع ستتضرر لنا مصالح كثيرة، فالأرجح أن يستمر دعم بعض العرب لأعمال الإرهاب التي تضرب مدننا وقرانا من دون أي مبرر.
وبغض النظر عن موقف حكومتنا من الوضع في جارتنا الغربية سوريا، فان العراقيين بأغلبيتهم يرغبون في أن تبارك القمة العتيدة ثورات الشباب العربي وتدعمها، وأن تساند بشكل فعال الشعب السوري في انتفاضته ضد نظامه الدكتاتوري غير المختلف عن النظام البائد في بلادنا، وأن تتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لحمام الدم المتواصل منذ سنة في البلد الشقيق.
هذه هي القمة العربية التي نريد، وهذا ما نريده منها، فهل ستحقق لنا ما نريد إذا ما انعقدت بعد ستة أسابيع؟
لا أظن أن قمة تنعقد في 29 من الشهر المقبل في عاصمتنا ستكون ناجحة جداً ولا حتى ناجحة، فعلاقات عدد من الحكومات العربية معنا ليست على ما يرام، بل إن هذه العلاقات متوترة مع البعض. وكان لا بد من عمل نشيط ومتواصل لتنفيس هذا التوتر وتطبيع علاقاتنا مع الجميع تأميناً لكل شروط النجاح المأمول للقمة.
القمم العربية السابقة، من أولها (أنشاص 1946) إلى آخرها (سيرت 2010)، عُقدت في ظل حد أدنى من التوافق بين الحكومات العربية. والقمم الأنضج ثماراً هي تلك التي كان الوفاق العربي فيها مزدهراً، فيما كان الفشل خاتمة قمتين اثنتين في الأقل عقدتا في ظل عدم التوافق، قمة بغداد 1978 التي عزلت مصر عن الجامعة العربية بسبب توقيعها معاهدة الصلح مع إسرائيل، وقمة القاهرة 1990 التي انقسمت فيها الحكومات العربية بشأن الموقف من غزو صدام حسين للكويت.
والآن فان الصف العربي مشروخ للغاية بسبب الوضع في سوريا خصوصاً. ومن المرجح أن يزداد الانقسام في الصف العربي داخل القمة إذا ما جرى بحث الوضع السوري.
أيهما أفضل لنا: قمة عربية باهتة متدنية المستوى في بغداد الآن أم قمة تعقد لاحقاً وتكون لها أصداء قوية بالمستوى الرفيع لحضورها وبقراراتها؟
القمة من النوع الثاني هي ما نريد، وهو نوع يتطلب تحقيقه وضعاً داخلياً مختلفاً وظروفاً عربية مختلفة هي الأخرى. وربما كان من السليم أن نبادر نحن إلى طلب تأجيل الانعقاد ستة أشهر أخرى أو حتى سنة كاملة لتكون قمة بغداد متألقة وليست خابية الأضواء.
 

المدى
العدد (2394) الثلاثاء 14/2/2012



 

 

free web counter