| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 13/3/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

متى يُصبح السفر جواً في متناولنا؟

عدنان حسين  

تُحدد أسعار بطاقات السفر بالطائرات طبقاً للمسافات، وهذا قانون عالمي، لكنك إن أردت السفر من بيروت إلى بغداد بطائرات شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية مثلاً يتعيّن عليك أن تدفع السعر نفسه الذي يدفعه مسافر من بيروت إلى باريس مع إن الرحلة بين العاصمتين اللبنانية والفرنسية تستغرق أكثر من أربع ساعات والرحلة بين بيروت وبغداد ساعة ونصف الساعة فقط.

الفرق الكبير هذا في السعر يرجع إلى أن عاصمتنا مُصنّفة لدى شركات التأمين العالمية باعتبارها مدينة غير آمنة. وهذا التصنيف لم يزل قائماً من دون أي إعادة نظر من شركات التأمين وشركات الطيران ومن دون أي مساعٍ واضحة من وزارة النقل لحدوث مثل إعادة النظر هذه.
لقد مرت سنوات عدة لم يشهد مطار بغداد خلالها أيّ حادث يهدد أمنه، وهذا ما شجّع العديد من شركات الطيران العربية والدولية المعتبرة على تسيير رحلات متواصلة إلى بغداد، فشركة طيران الشرق الأوسط التي أشرنا إليها في المقدمة تسيّر إلى عاصمتنا رحلة يومية وكذا الحال مع شركة عالية الأردنية، وهناك رحلات شبه يومية لطيران الإمارات (دبي) وطيران الإتحاد (ابو ظبي) وشركة الخطوط الجوية التركية وشركة مصر للطيران، بل إن شركة عالمية معروفة باكتراثها الشديد، هي الخطوط النمساوية، تسيّر الآن رحلات منتظمة بين بغداد وفيينا بعدما كانت رحلاتها تقتصر على أربيل. وعمّا قريب ستبدأ شركة الطيران القطرية بتسيير رحلات بين الدوحة وبغداد، كما أعلنت شركتا لوفتهانزا الألمانية وبي أم آي البريطانية عن نيتهما تسيير رحلات إلى بغداد.
هذه الشركات لا بد أنها درست الوضع جيداً وتوصلت إلى قناعة بان أوضاع البلاد أصبحت أكثر استقراراً وأمناً وان تسيير الرحلات إلى بغداد ليس مجازفة أو مغامرة محفوفة بالمخاطر.
بعد أسبوعين ستنعقد في بغداد قمة عربية تسبقها اجتماعات لوزراء الاقتصاد والخارجية، وهو حدث لم يشهد العراق نظيراً له منذ 1990. وبالتأكيد إن الزعماء العرب وممثليهم ووزراءهم ما كانوا سيجازفون بالمجيء إلى عاصمتنا لو لم تتأكد أجهزة مخابراتهم من سلامة الأجواء العراقية وأمن مطار بغداد.
لم يعد السفر بالطائرات ترفاً يخص الأثرياء، ففي العالم كله يندفع ملايين الشباب، والشيوخ أيضاً، إلى السفر الجوي لأسباب مختلفة وغايات عديدة.
السواد الأعظم من العراقيين محروم من التمتع بحرية السفر إلى الخارج، وفي الغالب فأن ذلك يرجع إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر بالطائرات. فهذا يحدّ كثيراً من تمتع الكثير من العراقيين بحقهم في السياحة والاستجمام والعلاج خارج البلاد، كما انه يحدّ من فرص السياحة في بلدنا، وربما كان في وسع وزارة النقل أن تبحث الأمر مع شركات الطيران وشركات التأمين لإقناعها بتخفيض هذه الأسعار.
لا ينبغي أن يظل العراقيون الاستثناء من قاعدة الانفتاح على العالم جواً.
 

المدى
العدد (2422) الثلاثاء 13/3/2012



 

 

free web counter