كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأثنين 13/6/ 2011

شنــاشيــــل : يا صاحبي لا تبتئس عدنان حسين دعهم يا صاحبي يتنمرون.. دعهم يطغون ويبغون.. دعهم يتجبّرون ويتكبّرون.. دعهم يتفرعنون.. دعهم في الغيّ يعمهون.. دعهم إلى أسفل سافلين ينحدرون، فما من شيء لا نهاية له، ولهم ولما يفعلون نهاية بالتأكيد. دعهم يفترون على المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الدستورية وبتأمين احتياجات الشعب الأساسية التي ديست تحت أرجلهم وضيّعها فسادهم ومحاصصاتهم.. دعهم يعتقلون نشطاء المتظاهرين بتهم ملفقة ويعذّبونهم. دعهم يجمعون شذّاذ الآفاق ويسلّحونهم بالعصي والسكاكين والشفرات ليهجموا على المتظاهرين على طريقة بلطجية مبارك–العادلي.. دع الناطقين باسمهم يكذبون بالزعم أنهم لم يكن لهم أي دور في هذا، وإنهم لم ينقلوا البلطجية في باصات نقل الركاب العامة التي ظهرت للمرة الأولى في شوارع بغداد بعد طول غياب، وإنهم لم يوزعوا المرطبات على البلطجية. دعهم، يا صاحبي، قبل هذا وبعده، يتشاتمون ويتنابزون في ما بينهم باللغة الرخيصة، كما أولاد الشوارع... دعهم يتناكفون ويتبادلون الاتهامات ويتنافسون على السوء. دعهم، يعيثون فساداً في الوطن ويعبثون بأحوال الشعب ومصيره.. يعطّلون تشريع القوانين التي تحقق أهداف الناس وتحفظ كرامتهم. دعهم يتقاسمون في ما بينهم وظائف الدولة من أعلى المناصب إلى أدنى الأعمال. دعهم يديرون الظهور للشهداء وتضحياتهم ويتنكّرون لحقوق أهلهم وعوائلهم. دعهم يسرقون المليارات المخصصة للكهرباء والماء والحصة التموينية والمستشفيات والمستوصفات والمدارس والجامعات والطرق ومشاريع الزراعة والري والصناعة. دعهم يقبضون الرشاوى بالملايين من الشركات المحلية والأجنبية عن العقود والاتفاقيات.. دعهم يستوردون السلع الفاسدة منتهية الصلاحية. دعهم يزوّرون الشهادات والوثائق لاحتلال المناصب والوظائف.. دعهم يتستّرون على المزوّرين ويسعون إلى إعفائهم مما يقرره القانون والشرع في حقهم من عقوبات وأحكام. دعهم يا صاحبي يفعلون كما يفعل الحرامية.. يسرقون حتى إذا اختلفوا اختصموا وانفضحوا. دعهم يهدّدون المثقفين والإعلاميين الوطنيين الأحرار بالغرامات المالية الطائلة.. دعهم يسعون لشراء الذمم بقطع أرض أو منح مالية من أجل تجميل صورهم القبيحة وأفعالهم المشينة والسكوت عن موبقاتهم في حق الشعب والوطن. لا تبتئس يا صاحبي مما يقيمونه من بنيان دكتاتورية هوجاء ورعناء جديدة.. دعهم يسقطون من أعين الشعب تماماً .. دعهم، فكل هذا يأخذ من رصيدهم الذي كوّنوه بالحيلة والدجل والكذب والزيف، ويثقل على أكتافهم وظهورهم. يا صاحبي لا تبتئس مما يفعلون. فكل ما يفعلون بعده حساب في يوم حساب لا ينفعهم فيه مال ولو بالمليارات ولا بنون ولو بالعشرات.. يوم لا نعرف الآن ميعاده، بيد أن الشعب هو من سيحدد الميقات.. ألم يكن مع بن علي يوم حساب وبعده مبارك، والآن علي صالح والقذافي وبشار؟ .. ألم يواجه قبلهم صدام الحساب في يوم ظنّ انه لن يحين أبدا؟ لا تبتئس يا صاحبي، فخلفاء صدام لا مكان لهم إلا في مزبلة التاريخ مثله ما داموا يقتفون آثاره ويعيدون إنتاج آثامه. العدد (2159) الأثنين 13/06/2011