| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 13/5/ 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

إنهم ملّوا .. الخداع

عدنان حسين   

شكراً للحكومة وألف شكر، لأنها توفّر علينا الوقت والجهد لأن نقول ونثبت أنها حكومة لا تصلح لأن تدير جزيرة بمجموعة من الصرائف في هور الحمار أو هور الحويزة، فها هي تقدّم نفسها على طبق من ذهب الى من يرغب بالسخرية منها.
منذ أيام كنت أراجع دائرة حكومية. عند الباب الرئيس الذي أوشكتُ على بلوغه حدث المشهد التالي: أحد موظفي الدائرة يهمّ بالدخول في سيارته ليركنها في الكراج الخاص بالدائرة. فجأة يتحرك أحد الحراس المدنيين (أو هو عامل) نحو السيارة.. يمدّ يده اليمنى التي شكّلها في هيئة جهاز كشف المتفجرات المزيف. انه الجهاز الذي كلفنا مئات ملايين الدولارات وآلاف الأرواح البريئة، ولم ينتفع به سوى تاجر بريطاني غشاش حُكم عليه في بلاده بالسجن عشر سنوات بتهمة الغش والاحتيال والتسبب في موت أشخاص. ومع ذلك التاجر انتفعت بملايين من الدولارات مجموعة لم يُعرف عددها بعد من مسؤولي حكومتنا ودولتنا، لا ذمة ولا ضمير لهم وللمتسترين عليهم، لم يزالوا طلقاء عدا واحد منهم.
الحارس المدني أو العامل مشى الى جانب سيارة الموظف وهي تدخل، تماماً مثلما يمشي الجنود ورجال الشرطة حاملو هذا الجهاز المزيف بجوار السيارات المارة بهم في نقاط التفتيش.
عدا عن الموظف صاحب السيارة والحارس أو العامل الظريف كان هناك عدد آخر من زملائهما الذين انخرطوا في نوبة ضحك، بينما الحارس صاحب اليد المتشكلة في هيئة الجهاز المغشوش يعلن للموظف السائق أن جهازه (يده) أكثر قدرة على كشف المتفجرات من جهاز الحكومة! ... وزاد بالقول: "بس هذا ما يسوي زحمة مرور ولا تأخير عن الدوام"!
الكل كان مستمتعاً بالمشهد الظريف.. مشهد السخرية من الحكومة والاستهزاء بإصرارها على ترك الجهاز المغشوش يعمل في الشارع برغم ما عرفه القاصي والداني في قارات العالم الست من ان جهاز حكومتنا لا نفع فيه ولا وظيفة له إلا محاولة خداع الناس .. خداعهم بالقول ان الحكومة تعمل وإنها ساهرة على أمنهم وسلامتهم.
أمس صباحاً في نقطة تفتيش أشار أحد الجنود من حملة الجهاز المغشوش على سائق سيارتي أن يتجه الى ركن التفتيش اليدوي. زميل له هناك سألنا من نكون، قلنا: صحفيون من "المدى". انفرجت أساريره ورحب بنا على نحو جميل، وقال: "الله وياكم.. بالسلامة.. عمي ترا ملّينا".
إنهم ملّوا عرض هذه المسرحية الحكومية المخادعة.. بالتأكيد هو كان يقصد هذا المعنى بالتحديد.


المدى
العدد (2795) 13/5/2013

 

 

free web counter