| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 13/12/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أفتونا يرحمكم الله

عدنان حسين

بعد هذه المقدمة سأعرض نص وثيقة رسمية صادرة من إحدى مديريات التربية في المحافظات. أرجو ان تكونوا حليمين معي لكي تقرؤوا الوثيقة ثم التعليق عليها الذي سيتضمن مفاجأة تنطوي على مفارقة ، فصبركم عليّ وانتم تقرؤون الوثيقة حتى تكتشفوا المفاجأة والمفارقة.

الوثيقة تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية العراق
وزارة التربية
المديرية العامة للتربية في محافظة .....
القسم: مكتب المدير العام
العدد:52134
التاريخ:28/11/2001
الى/ إدارات المدارس في المحافظة كافة
م/ ......(مناسبة معينة)
نهديكم أطيب تحياتنا ...
يرجى حضور جميع أعضاء الهيئات التدريسية والتعليمية في مدارسكم في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس الموافق 1/12/2001 للمشاركة في ......(المناسبة المعينة) الذي سينطلق من بناية اعدادية ... للبنين ويكون الحضور إلزاميا ومن ضمن الواجب الرسمي مع التقدير.
فلان بن فلان بن فلان
المدير العام وكالة

نسخة منه الى:
(سبع جهات آخرها: أقسام المديرية كافة لتبليغ الموظفين بالحضور للمشاركة)

لا بد من ان كثيرين تساؤلوا: وما الجديد؟ فهذه كانت ممارسة روتينية في عهد النظام السابق (باعتبار ان تاريخ الوثيقة يعود الى العام 2001، ففي كل ما كان يسمى مناسبات قومية ووطنية، وبينها ما يخص صدام حسين شخصيا، كانت دوائر الدولة تقسر موظفيها والمدارس ترغم طلبتها على المشاركة في الاحتفالات المعدة سلفاً، وهي ممارسة كانت مكروهة للغاية لأنها بالذات قسرية، والقسر لا ينجب غير الكراهية.
يؤسفني أن ابلغكم بأنني تلاعبت في الوثيقة، فعمرها الحقيقي اقل بعشر سنوات مما جاء في أعلاه، فتاريخها هو 28/11/2011، والمناسبة بالطبع لا تخص النظام السابق وانما هي (موكب عزاء التربية) لمناسبة واقعة الطف في يوم عاشوراء.
في طفولتنا وشبابنا كنا نقبل على مواكب العزاء الحسينية من دون طلب أو أمر من أب أو أم أو أخ أكبر أو إدارة مدرسة أو إمام جامع .. هكذا كنا نذهب مع الآخرين، نشارك برغبة وحماسة.
حتى اليوم الذي اطلعت فيه على الوثيقة أعلاه لم يخطر في بالي أبداً انه سيأتي يوم يُساق فيه الناس الى موكب عزاء حسيني قسراً بفرمانات إدارية تشبه أوامر دوائر نظام صدام للاحتفال بعيد الميلاد المزعوم للدكتاتور وسائر المناسبات المسماة قومية ووطنية.

أليس إجحافاً وجوراً في حق الحسين وذكرى مأثرته البطولية أن تكون المشاركة في مواكب عزائه إرغامية على طريقة المشاركة في مناسبات صدام حسين؟

أفتونا يرحمكم الله!

 


العدد (2331) الثلاثاء 13/12/2011



 

 

free web counter