| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 13/12/ 2012                                                                      

 

شنــاشيــــل :

حضر خبراء الطاقة .. وغابت الدولة!

عدنان حسين      

أمس حضرت في فندق الرشيد الجلسة الاولى لمؤتمر متخصص في شؤون النفط والطاقة يستمر طوال هذا اليوم أيضاً ينظمه منتدى العراق للطاقة (منظمة عراقية مقرها في لندن).

لست خبيراً في الشؤون التي يبحث فيها المؤتمر، وقد حضرت لأنني، كسائر الناس وكصحفي، مهتم بهذه الشؤون بوصفها مما يؤثر على نحو عميق في حياة الناس، بل ان حياتنا كلها ومصيرنا ومستقبل أحفادنا مرهونة تماماً بوضع النفط والغاز إذ لا حياة بدونها بعد الخراب الشامل المتواصل الذي يضرب الزراعة والصناعة وسائر القطاعات الاقتصادية.

قبل الوصول الى القاعة وبدء أعمال المؤتمر كانت لديّ توقعات بشأنه، منها ان المؤتمر يتضمن أبحاثاً ومناقشات معمقة تتعلق بالقطاع الأكثر حيوية في بلادنا ودولتنا. وأشهد ان التوقعات على هذا الصعيد لم تخب، فأعمال المؤتمر تناولت طائفة من القضايا والمشكلات الكبيرة المتعلقة بقطاعات النفط والغاز انتاجاً واستثماراً وتصديراً، وشاركت في الأبحاث والمناقشات نخبة مُعتبرة من الخبراء العراقيين والاجانب رفيعي المستوى.

أما توقعاتي التي خابت فتتصل بالحضور. كنت أتوقع أن يكون قد سبقني الى قاعة المؤتمر كل من نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط ووزير الكهرباء ووزير البيئة ووزير التخطيط ووزير الصناعة وكل أعضاء لجنة الطاقة البرلمانية، لكنني لم أجد من هؤلاء جميعاً غير ثلاثة أو أربعة من أعضاء اللجنة النيابية ومثلهم أعضاء آخرون في البرلمان. أكثر من هذا ان ادارة المؤتمر أعلنت في منشوراتها المطبوعة وعلى شاشة العرض داخل القاعة ان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء روز شاويش سيكونان من المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الأولى .. لكنهما لم يحضرا أبداً!

لدقيقة حاولت أن أتلمس أعذاراً للمسؤولين عن قطاعات الطاقة عن تخلفهم عن حضور المؤتمر والمشاركة بحيوية في أعماله، أو في الأقل الاستماع الى الملاحظات والمقترحات المتداولة والتي حتى لو لم تكن مفيدة فانها غير ضارة بالتأكيد.. فكرت ان سبب عدم الحضور انشغال الطبقة السياسية الحاكمة في اجتماعات عاجلة لمواجهة وضع طارئ في البلد مثلاً، فلم أجد.

الاحتمال الآخر ان البلد قد حُلت كل معضلاته ولم تعد قطاعات النفط والغاز والكهرباء والبيئة تعاني من نقص التمويل أو الفساد المالي والاداري، ولم يعد العراقيون بالتالي يكابدون انقطاع التيار الكهربائي ونقص المنتجات النفطية المختلفة وتلوث البيئة ويصبح حضور كبار مسؤولي الدولة مؤتمراً من هذا النوع بطراً. .. هذه فكرة مضحكة بالطبع.

أحد الخبراء المشاركين في المؤتمر قدم لي تحليلا او تقديرا لعدم حضور حضرات الأفندية، الوزراء والنواب، هو ان هؤلاء أدركوا ان المؤتمر سيركز على قضية الشفافية، وهي مشكلة كبرى تواجهها الشركات والمؤسسات المتخصصة في شؤون الطاقة مع دولتنا وحكومتنا.

تقدير وجيه للغاية، فالشفافيةالعدو رقم واحد لدولتنا ومسؤوليها.


المدى
العدد (2674)  13/12/2012



 

 

free web counter