| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 13/11/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نخبة غير ديمقراطية

عدنان حسين

لا أظن أن السياسيين المتنفذين في حكومتنا وبرلماننا ينامون ليلهم قريري العيون هادئي البال، لا تنغص نومهم أضغاث الأحلام ولا تعكّر أحلام يقظتهم كوابيس اليوم التالي، برغم ما يرفلون به مما يرونه نعيماً متأتياً من الرواتب العالية والامتيازات المبالغ فيها، عدا عمّا يجنيه بعضهم من السُّحت عن "حصص" لهم في العقود والمقاولات والصفقات المليونية والمليارية.

نحن، الناس العاديين الذين لا نوق لنا ولا جمال في السلطة أو على هامشها، برغم كثرة همومنا المتأتية في الأساس من وجود هكذا طبقة سياسية في سدة السلطة، ننام ملء الجفون، فالمفلس في القافلة آمن دائماً. لكن أصحابنا الذين في السلطة ليسوا كذلك، وهذا هو امتيازنا عليهم، فالذي في قمة الهرم ممن يعتقد ان في يديه مفاتيح الجنان ومغاليق الجحيم، أو بالعكس، يظلّ مشغول البال حتى صباح اليوم التالي بما يخبئه هذا اليوم وما سيحمله اليه من المنافسين والخصوم والأعداء. أما من هو دون الهرم فينشغل في ليله كما في نهاره بأمر واحد هو: كيف السبيل لأن يكون هو في القمة ليملك مفاتيح الجنان ومغاليق الجحيم أو بالعكس، وليصبح الممسك بزمام الأمور المتعلقة بالقرارات السياسية والاقتصادية وبالعقود والمقاولات والصفقات المليونية والمليارية كذلك.
هؤلاء السياسيون كانوا سيوفرون على أنفسهم كل الهموم التي ينوؤون بها والهموم التي ننوء نحن بها بسببهم، والكراهية المتفاقمة تجاههم من الأوساط الشعبية، لو انهم أتقنوا لعبة السياسة ومارسوها على أصولها كما يفعل لاعبو كرة القدم وسواها، وكما يفعل نظراؤهم (في الشكل لا في الجوهر) من سياسيي العالم المتحضر.
سياسيونا كانوا سيخففون عن أنفسهم وعنا المعاناة لو انهم (في الحكومة والبرلمان) التزموا بأحكام الدستور على كثرة النواقص والثغرات فيه، فنصف المشاكل القائمة كان يمكن تفاديها بهذا الالتزام. وكان يمكن تجنّب ثلاثة أرباع هذه المشاكل لو أنهم عدّلوا الدستور بحسب ما نصّت عليه إحدى مواد هذا الدستور المستفتى عليه شعبياً. بل كان في الإمكان عدم مواجهة كل المشكلات التي جابهتهم وجابهتنا منذ 2005 وتُثقل علينا كثيراً الآن لو أن هؤلاء السياسيين قد وقفوا إلى جانب تشريع دستور ديمقراطي، ولم يركنوا إلى نظام المحاصصة والتوافق الذي منع ظهور أي أثر للديمقراطية في حياتنا بعد مرور نحو تسع سنوات من الخلاص من نظام الدكتاتورية المتوحشة.
هل هناك فرصة لخيار آخر أفضل من الخيار القائم حالياً في حياتنا السياسية؟
بالتأكيد ثمة أكثر من فرصة وأكثر من خيار، منها الالتزام بأحكام الدستور كما هي وليس كما يرغب كل طرف في تفسيرها على هواه. ومنها تعديل الدستور بالصورة التي نص عليها الدستور نفسه (البرلمان السابق أعد تعديلات على 50 مادة في الدستور ولم تناقش حتى اليوم). وهناك أيضاً خيار تغيير الدستور برمته واستبدال الصيغة الحالية بصيغة جديدة ديمقراطية.
هذه الخيارات نظرية، وهي غير ممكنة التحقيق الآن لأن النخبة الحاكمة لا تريد، وهي لا تريد لأنها في الأساس غير ديمقراطية.


العدد (2301) الأحد 13/11/2011






 

 

 

free web counter