| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 12/3/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نواب مبشرون بالجنة!

عدنان حسين  

صدّقوا أو لا تصدّقوا الحكاية التالية.. بل ستصدقون بالتأكيد، فنحن جميعاً، في العراق بالذات، الذي كان بلاداً لحكايات ألف ليلة وليلة المسلية وأصبح بلاد المليون حكاية وحكاية غير المسلية. والحكاية الجديدة حدثت أمس في مبنى مجلس النواب، وبالتحديد في القاعة رقم 1، وهي تخصّ نائباً لا يعرف زملاء له انه عضو في المجلس!

أمس كنت أحضر ندوة موسعة نظمتها لجنة منظمات المجتمع المدني البرلمانية بالشراكة مع المرصد النيابي العراقي التابع لـ "مؤسسة مدارك لدراسة آليات الرقي الفكري". الندوة كانت مكرسة لعرض نتائج التقرير الفصلي عن عمل مجلس النواب خلال الفترة من أول تشرين الثاني 2011 الى نهاية كانون الثاني 2012. وتضمن التقرير المشغول باحترافية وعلمية الكثير من البيانات والمعطيات عن نشاط المجلس وكتله ولجانه وأعضائه.
ومن أبرز البيانات غير المسلية الواردة في التقرير تلك المتعلقة بغيابات أعضاء المجلس.
أكبر نسبة غياب كانت من حصة نواب محافظة صلاح الدين (تكريت) وأقل نسبة من حصة السليمانية وكربلاء. وعلى صعيد الكتل والائتلافات كانت الحصة الأكبر من الغيابات لائتلاف وحدة العراق ثم التوافق ثم العراقية، وأقل نسبة للكتلتين الكرديتين. وبحسب الجنس فان نسبة غياب النساء أقل من نسبة غياب الرجال، أي ان نساء البرلمان أكثر حضوراً والتزاماً (السيدة هناء أدور صفقت بحماسة عند إعلان هذه الحقيقة).
وفي الإجمال فإن الغياب سمة كبيرة من سمات برلماننا، إذ كان معدل حضور الأعضاء جلسات المجلس خلال الأشهر الثلاثة بنسبة 57 في المئة فقط، وأكثر الجلسات حضوراً غاب عنها 100 عضو من مجموع الأعضاء الـ 325 (الجلسة رقم 3 في 24 تشرين الثاني)، فيما وصلت نسبة الغياب في إحدى الجلسات 49.2 في المئة (الجلسة 15 في 23 كانون الثاني).
ما علينا من الأرقام، فثمة حكايات عجيبة غريبة تدور في برلماننا منها، كما كشفت النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي في مداخلتها، ان ما يسجله المجلس رسمياً من معلومات عن غياب وحضور أعضائه غير صحيح في الغالب، وذكرت على وجه الخصوص انه في إحدى المرات غاب 150 عضواً لكن المجلس سجل ان عدد الغيابات في تلك الجلسة كان 4 فقط! كما أشارت الى انه إضافة الى رؤساء الكتل المعفيّين من الحضور من دون أي مبرر ( شخصياً أظن أن هذا الإجراء لا يرجع الى أن رؤساء الكتل مبشرون بالجنة، وإنما جاء كرما لعيون رئيس ائتلاف العراقية الدكتور اياد علاوي غير الخافي احتقاره للمجلس)، فان أعضاء آخرين لا يحضرون أبداً لكنهم يُسجلون حاضرين (مبشرون بالجنة أيضاً في ما يبدو!)، وذكرت أحدهم بالاسم ما جعل رئيس ندوة أمس، وهو رئيس لجنة منظمات المجتمع النيابية، يعلن على رؤوس الأشهاد انه لم يكن يعلم ان زميله المذكور، عضو في البرلمان لأنه لم يره في المجلس أبداً!
الخلاصة ان تقرير المرصد النيابي يخيّب الظن أكثر بمجلس النواب الذي لم يبرئه النائب الأول لرئيسه الدكتور قصي السهيل في كلمته الافتتاحية أمس من القصور والخلل، مشدداً على ضرورة أن "يستجيب المجلس للشارع"، ومؤكداً ان "البعض لا يقبل بهذا الأمر".
بالتأكيد ان هذا البعض هو ممن أدمن الغياب عن جلسات المجلس، أي ممن وضع نفسه في موضع المبشرين بالجنة وكان على قطيعة مع الشارع.
 

المدى
العدد (2421) الأثنين 12/3/2012



 

 

free web counter