| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 12/9/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

طبق الأصل .. الى إتحاد الأدباء

عدنان حسين   

صديقة أرادت أن تُشركني في ما تركه في نفسها من أثر طيب مقال للزميل الصحفي والروائي حسن الفرطوسي (من لاجئي مخيم رفحا السعودي الذين انتهى بهم مطاف المنفى في استراليا) نشره في إحدى الصحف العربية. وبدوري أرغب في إشراك قراء هذا العمود في الأثر المماثل الذي تركه المقال في نفسي.

أتمنى أن يقرأ المقال قادة اتحاد الأدباء واتحاد السينمائيين ونادي الصيادلة، وبالذات إتحاد الأدباء الذي خذلنا موقفه من الاعتداءات المتكررة لقوات حكومية على النوادي الثقافية والاجتماعية وبينها ناديه، فالاتحاد بدا سعيداً ومبتهجاً باستثناء ناديه من قرار إغلاق البارات والملاهي، كما لو أن قضية الانتهاك السافر للحريات الشخصية والمدنية وللدستور الذي يكفلها لا تعني الأدباء واتحادهم في شيء. كان منتظراً من اتحاد الادباء أن يصدر بيانا استنكارياً شديد اللهجة، بل كان عليه إغلاق مقره وتعليق نشاطاته لمدة أسبوع وتنظيم اعتصام لمدة يوم واحد.

كتب الزميل الفرطوسي:

((مر عام على اغتيال شهيد الكلمة الحرة والمجتمع المدني، الفنان والإعلامي هادي المهدي، وأقام محبوه وعشاق الحرية والكرامة أمسية استذكارية في شارع أبو نؤاس ببغداد.. كانت الأمسية فرصة هائلة لم يغتنمها من أهدرت كرامتهم خلال اعتداء قوات (...) على نوادي النقابات المهنية الأسبوع الماضي.. كان بإمكان المطرب حسين البصري استرداد كرامته التي أهدرت خلال ذلك الاعتداء ويحضر أمسية استذكار المهدي، وينشد للحرية والوطن والعيش الكريم، كما كنت أتمنى أن تحضر كل النقابات المهنية وتقرأ بيانات تستنكر الاعتداء على الحريات الشخصية وسلوكيات «طالبان حكومة المالكي».

حين يتعرض الإنسان إلى الامتهان، دون أن يعبر عن رفضه ولو بالحد الأدنى، فذلك يمثل إعلاناً صريحاً بقبول الإهانة، مما يحرّض المستبد على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ومع تراكم الإهانات سيفقد المرء تعاطف الآخرين معه كضحية تعسف ظالم.

اتحاد الأدباء، المتضرر بشكل مباشر من اعتداءات (...)، لم يصدر بياناً لحد هذه اللحظة (غير تصريح باهت انتزعته جريدة المدى من رئيسه فاضل ثامر) كما هي حال نقابتي الصيادلة والسينمائيين، وكم كانت الفرصة سانحة لتلك المؤسسات النقابية للتعبير عن نفسها في ظل مناسبة كهذه!.. ترى ما الذي يمنع تلك النقابات من التضامن مع الفعاليات الشبابية كأمسية استذكار هادي المهدي؟ كان بالإمكان أن نرى بقليل من التنسيق عشرات الآلاف من أعضاء تلك النقابات لو كانت روح المبادرة موجودة.

المشكلة التي يعانيها العراق لا تكمن بتخلف وهمجية الأحزاب الدينية فحسب، وإنما هناك تخاذل واضح من قبل الكيانات النقابية وجماهير النخبة، وهذا ما يجعل (...) الأحزاب الدينية أكثر تمادياً وشراسة وعنفاً.. أعضاء في اتحاد الأدباء تحدثوا عن الحدث باعتباره اعتداء على الأقليات المسيحية والأيزيدية، وكأن مرتادي تلك المنتديات ينتمون إلى تلك الأقليات فقط، وهذا نوع من الاحتيال في التعبير عن المطالب. ارتياد النوادي الاجتماعية واحد من معاني الحريات الشخصية التي كفلها الدستور، والتي لا ينبغي التفريط بها، ولا يجب أيضاً الاختباء خلف «مظلومية الأقليات».. من العار أن نطرح مطالبنا المشروعة بغموض، في الوقت الذي يطالب فيه سجناء إرهابيون بوضوح تام وصوت عال بشمولهم في العفو العام.

نخبنا الجماهيرية ما زالت غير مقتنعة تماماً بجدوى التظاهر وتعتبره فعلاً شكلياً لا يجدي نفعاً، وهي بذلك تمنح الطمأنينة الكاملة للأحزاب الدينية الحاكمة في ممارسة التعسف واستسهال «الضرب على القفا» دون أن تتوقع ردة فعل غاضبة)).
 

المدى
العدد (2589) الأربعاء 12/9/2012



 

 

free web counter