| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 12/6/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نصيحة الى أهل بغداد

عدنان حسين   

نصيحة مجانية تماماً، لا غاية مادية أو معنوية من ورائها، الى كل بغدادية وبغدادي والى كل زوار العاصمة هذه الأيام، طفلاً أو شاباً أو كهلاً، عاملأً أو موظفاً أو فلاحاً أو اختصاصياً مثلي، بالا يصدّقوا ما قاله حتى الآن وما سيقوله منذ الآن المسؤولون الحكوميون، عسكريين ومدنيين، بشأن الإجراءات المتخذة عشية زيارة الأمام موسى الكاظم الوشيكة واثناءها.

انها نصيحة من مجرّب، وأمي المجرّبة والحكيمة كما كل الأمهات العراقيات كانت دائماً تلحّ في نصحي بأن أسأل المجرّب أكثر مما أركن الى الحكيم.

لا تصدقوا هذا السيل العارم من التصريحات لهذا الحشد الكبير من مسؤولي عمليات بغداد ومحافظة بغداد وأمانة بغداد وغيرهم بان مؤسساتهم ودوائرهم وضعت أحسن الخطط واتخذت أفضل الاجراءات لتسهيل اداء طقس الزيارة وضمان أمن الزائرين من دون التأثير على سير الحياة العامة في العاصمة والمناطق الأخرى التي سيتقاطر منها الزائرون.

في العام الماضي، وكنت قد عدت الى الوطن قبل بضعة  أشهر من المناسبة نفسها، وقعت ضحية لتصريحات مماثلة للمسؤولين أنفسهم، أو على الأرجح ضحية لبلاهتي، فقد تعلمت من الإنكليز أن أصدق كل شيء، وصدّقت بالفعل تصريحات المسؤولين في عمليات بغداد بأن كل شيء عال العال وتمام التمام، فاخترت يوماً سبق يوم الزيارة باربعة ايام لأقصد شارع الرشيد وشارع المتنبي .. كانت تجربة حافلة بمعاناة شاقة، إذ وجدت نفسي محشوراً عند نقطة تفتيش مختنقة بالسيارات حتى اذا تجاوزتها بعد نصف ساعة أو يزيد انحشرت مرة أخرى في شارع لا تستطيع فيه السيارات أن تتقدم متراً الى الأمام ولا أن ترجع متراً الى الوراء. وزاد من ذلك ان قوات عمليات بغداد أغلقت جسور الأئمة والعطيفية – الأعظمية والصرافية مرة واحدة ما اضطرني وكثيرين غيري الى المشي من ساحة عنتر الى شارع 14 رمضان مشياً على الأقدام في ظهيرة يوم كافر الحرارة. 

لن أُلدغ من الجُحر نفسه هذا العام.. لن أكون شبه انكليزي فأصدّق ما قاله خلال الأيام الماضية وما سيقوله خلال الأيام المقبلة ضباط الرتب العالية في عمليات بغداد وموظفو المناصب السامية في محافظة بغداد وأمانة بغداد.. قررت هذه المرة أن ألزم البيت ولا أخرج حتى الى "راس الدربونة"، أو أن أسافر الى خارج العاصمة التي سيظل قلبي مع بعض أهلها الذين سيعانون بسبب سوء تدبير المؤسسات المشار اليها أعلاه، وبخاصة عمليات بغداد التي من الواضح انها تلجأ دائما الى ما تعتبره أسهل الحلول. وأسهل الحلول في مناسبة كزيارة الامام موسى الكاظم وكالقمة العربية وكالتظاهرات التي حدثت في العام الماضي، هو إغلاق الطرق والجسور في مدينة محتشدة لا تتحمل أن يُغلق فيها نصف شارع أو نصف جسر.

أيها البغادة .. لا تُلدغوا من الجحر نفسه مرتين .. الزموا بيوتكم أو اهجروا العاصمة الى المدن الأخرى، وانتظروا أن يأتي الفرج في يوم ما من مسؤول عاقل يضع خطة أمنية تحقق للزائرين أمنهم وانسيابية حركتهم ولغيرهم استمرار حياتهم بوتيرتها الطبيعية... خطة لا تركن الى أسهل الحلول.

 

المدى
العدد (2507) الثلاثاء 12/6/2012



 

 

free web counter