| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 11/5/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

وإذا "العراقية"..انسحبت!

عدنان حسين
 

أفضل شيء تفعله القائمة العراقية لنفسها ولنا جميعاً أن تنفّذ تهديدها الجديد بالانسحاب من العملية السياسية، فهي بهذا ستسهم في ترتيب أوضاع هذه العملية وأوراقها على نحو يجعلنا "نعرف راسنا من رجلينا" كما في القول العراقي المأثور.

دائما تبدّت لنا العراقية كما لو أنها قائمة معارضة وليست جزءاً من الحكومة، فأطروحاتها بدت من خلال تصريحات نوابها ورئيسها إياد علاوي، مختلفة عن أطروحات الحكومة، وإن عكست جميعها، تصريحاً أو تلميحاً، الرغبة في تولي السيد علاوي رئاسة الحكومة لكي تستقيم الأمور بين هذه القائمة والقوائم الأخرى. وشخصياً تمنيت في مرات عدة أن تحوّل العراقية أقوالها إلى أفعال بترك الحكومة والاقتصار على العمل داخل البرلمان كمعارضة، والتهديد الأخير ربما كان هو الرقم 100 أو أكثر في تاريخ القائمة منذ أن فقد رئيسها السيد علاوي رئاسة الحكومة (المؤقتة) بعد الانتخابات التي جرت في مطلع العام 2005. والتهديد الجديد أطلقه أحد نواب القائمة خلال تصريح صحفي أعلن فيه أن "هناك توافقاً بين نواب في القائمة العراقية بانسحاب القائمة من العملية السياسية برمتها" إذا ما مرر مجلس النواب مرشحي رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الوزارات الأمنية، وبينهم وزير الدفاع (وزير الثقافة الحالي) الذي تعتبر القائمة أن ترشيحه من حصتها استناداً إلى نظام المحاصصة المتوافق عليه بين القوائم البرلمانية الكبيرة، مؤكدا أن العراقية "سترفض التصويت على مرشحي المالكي رفضاً قاطعاً" (السومرية نيوز).
تنفيذ تهديد العراقية بالانسحاب من الحكومة أو العملية السياسية فيه منافع عديدة، أولها أننا سنجد للمرة الأولى منذ ثماني سنوات كتلة سياسية أو برلمانية تفعل ما تقول، فقد تعودنا جميعاً على أن نسمع من الكتل والقوائم المختلفة الكثير جداً جداً ولا نرى سوى القليل جداً جداً مما نوعد به.
ومن المنافع أيضاً انه إذا اكتفت العراقية بالانسحاب من الحكومة، وليس من العملية السياسية برمتها، ستكون لدينا، للمرة الأولى أيضا، معارضة برلمانية، وهذا أمر حيوي لعمليتنا السياسية، فالنظام الديمقراطي الذي نريد بناءه لا يكون من دون معارضة داخل البرلمان، وإذا كانت هذه المعارضة قوية فان الحياة البرلمانية، والسياسية عموماً، ستكون حيوية.
وأهم المنافع التي ستترتب على انسحاب القائمة العراقية من العملية السياسية إن هذه العملية ستتخلص من بعض الذين اندسوا إليها بقصد تخريبها من الداخل وحرفها عن اتجاهها، وهو إنشاء نظام ديمقراطي فيدرالي في البلاد صوّت عليه الشعب في الاستفتاء على الدستور منذ أكثر من خمس سنوات، فالعراقية من أكثر القوائم التي دخل إليها الذين لا يؤمنون بالديمقراطية، ويقتصر همهم على الظفر بالمغانم أو عرقلة قيام النظام الديمقراطي المنشود، بل أن العراقية بالذات تُعدّ حصناً لبعض فلول النظام السابق الذين وجدوا في هذه القائمة حصان طروادة الذي يُمكّنهم من الهجوم المباغت على العملية السياسية في مرحلة مناسبة والعودة بالبلاد إلى عهد الدكتاتورية.
ومن منافع انسحاب العراقية أيضاً انفراط هذه القائمة والتحاق بعض أعضائها (وبخاصة الباحثين عن المغانم) بالقوائم الحاكمة، فيما يُمكن للعناصر الديمقراطية الحقيقية فيها أن تعود إلى موقعها الطبيعي ضمن التيار الديمقراطي الذي تعاونت العراقية مع الكتل الأخرى على تهميشه طمعاً في المغانم.
بالقائمة العراقية خارج الحكومة، ستكون الحياة السياسية أفضل في العراق.





العدد (2127) الأربعاء 11/05/2011






 

 

 

free web counter