| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 11/4/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لماذا لا يحصل هذا لدينا ؟

عدنان حسين   

استقال من منصبه أول من أمس رئيس الشرطة في كوريا الجنوبية. ما لنا نحن العراقيين وهذا ؟ .. لنا كما سيتبين لاحقاً. وفي كوريا الجنوبية أيضاً استقال قبل شهر رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) .. وهذا الآخر ما لنا وإياه؟ .. لنا أيضاً.

واستقال الأسبوع الماضي رئيس جمهورية المجر(هنغاريا) .. وأيضاً هناك علاقة لنا بهذا الخبر إذا ما طرح أحدنا السؤال نفسه.
رئيس الشرطة الكوري الجنوبي، واسمه تشو هيون – أوه، استقال على خلفية حادث اغتصاب وقتل لامرأة بالرغم من طلبها نجدة الشرطة، وأعلن انه يتحمل "كامل المسؤولية" عن إخفاق شرطته في منع جريمة القتل، وهو إخفاق وصفه بأنه "إهمال لا يمكن غفرانه".
وكانت الضحية قد اتصلت بالشرطة لتُبلغها بتعرضها للاعتداء. وفي مكالمة عبر خط الطوارئ استغرقت سبع دقائق أعطت تفاصيل دقيقة عن المكان الذي شهد الاعتداء عليها، لكن الشرطة لم تُدركها إلا بعد مرور 13 ساعة على المكالمة ومقتلها وفرار الجناة.
أما رئيس البرلمان الكوري الجنوبي، بارك هي، فكان قد استقال من منصبه قبل شهر على خلفية فضيحة شراء أصوات خلال حملة انتخابات الحزب الحاكم منذ أربع سنوات.
ومن طرفه أعلن بارك هي إنه يتحمل المسؤولية عن فضيحة تقديم ظروف بها نقود لأعضاء الحزب في المؤتمر العام للحزب لانتخاب زعيم الحزب في العام 2008.
وجاءت استقالة الرئيس المجري بال شميت هو الآخر بعد اتهامات له بـ"سرقة أطروحته للدكتوراه." فقد سُحبت شهادة الدكتوراه من الرئيس المستقيل قبل اسبوعين بعد اكتشاف الجامعة أن الكثير من أجزائها مسروق.
ونفى الرئيس شميت الذي انتخب في العام 2010 الاتهامات لكنه في كلمة أمام برلمان بلاده قال "طبقا لدستور المجر الذي وقعتُ عليه فإن الرئيس يعبّر عن وحدة البلاد"، وأضاف "في وضع تسبب فيه قضيتي الشخصية انقساماً في بلدي الحبيب بدلاً من توحيده فمن واجبي أن أنهي خدمتي وأتنازل عن صلاحياتي كرئيس".
ما علاقتنا بهؤلاء كلهم؟
علاقتنا هي انه في بلدنا يقع كل يوم تقريباً حادث من حوادث الاغتصاب أو القتل تفشل السلطات الأمنية في منعه أو في نجدة ضحاياه. بل تقع أحداث شنيعة (التفجيرات الإرهابية والهجمات المسلحة)، ولا أحد من كبار الضباط ناهيكم عن مسؤولي وزارتي الداخلية والدفاع يتقدم باستقالته تحملاً للمسؤولية وإقراراً بالفشل.
وفي بلدنا أيضاً يوجد المئات من النواب وأعضاء مجالس المحافظات ممن اشتروا الأصوات الانتخابية بالمال، السحت الحرام في الغالب، من دون أن يرفّ لواحد منهم جفن.
وفي بلدنا أيضاً وأيضاً يوجد المئات، بل الآلاف، ليس فقط ممن سرقوا أجزاء من رسائلهم وأطاريحهم الجامعية، وإنما ايضاً ممن زوروا الشهادات والوثائق، ولا أحد منهم يجد غضاضة في ذلك، وكيف يجد الغضاضة والدولة تسعى الآن لمكافأتهم بالعفو عنهم؟
وفي بلدنا كذلك يوجد العشرات من السياسيين، كبارهم في الغالب، الذين تتسبب مواقفهم وتصرفاتهم وتصريحاتهم في زيادة حدة الانقسام في المجتمع وفي تسميم الحياة السياسية وفي دهورة أحوال الناس وفي دفع البلاد برمتها الى الهاوية.
متى يكون لدينا مسؤول أمني يتصرف على طريقة رئيس الشرطة في كوريا؟ ومتى يكون لدينا نائب اتحادي أو محلي يتصرف على طريقة رئيس البرلمان الكوري الجنوبي؟ ومتى يكون لدينا سياسي يتصرف على طريقة الرئيس المجري؟
عندما يحدث شيء من هذا نكون قد خطونا خطوتنا الأولى للانضمام إلى نادي الأمم المتحضرة.
 

المدى
العدد (2450) الأربعاء 11/4/2012



 

 

free web counter