| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 11/6/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

صدام في الباب الشرقي!

عدنان حسين

نعم أؤكد لكم أن صدام حسين كان في الباب الشرقي في بغداد قبل أسبوعين.. كان هناك وتصرّف على راحته من دون خوف أو وجل.. كان شرساً وعنيفاً كما هو في العادة.. لم يتخلّ عن سلوكه القاسي حتى بعد مرور ثماني سنوات على سقوط نظامه.

للأمانة لم أقابل صدام في الباب الشرقي وجها لوجه ولم أره بأم عيني، لكنني أؤكد لكم انه كان هناك قبل أسبوعين، وبالتحديد يوم الجمعة 27 الشهر الماضي.
لا أعرف ماذا كان يفعل صدام في الساعات الأولى من ذلك الصباح قبل أن تبدأ التظاهرة الأسبوعية في ساحة التحرير، ولكنه في لحظة ما، كان في مكان بين ساحة الطيران وساحة التحرير.. يمشي وراء شاب متجه إلى موقع التظاهرة اسمه مؤيد الطيب.. باغت صدام الشاب بلكمة على وجهه، وفي الحال انضم اليه خمسة من أفراد عصابته.. انقضّوا على الشاب وأوسعوه ضرباً ثم حملوه إلى سيارة عسكرية ووضعوا على وجهه درعاً واقياً قبل أن ينقلوه إلى سيارة إسعاف ظنّ مؤيد أنها جاءت لعلاجه من كدمات صدام وأفراد عصابته، لكنه ما لبث ان اكتشف أنها تابعة لصدام وعصابته، فبدلا من وجود طبيب أو ممرض كان هناك من يضع على وجهه منشفة ويطلب منه عدم الكلام ثم ينهال عليه بالشتائم المقذعة مع انه لم يتكلم!
لم يكتف صدام بصيد واحد، هو الشاب مؤيد، فبعد حين جلبت العصابة ثلاثة شبان آخرين من أصدقاء مؤيد. وإذ اكتمل العدد عبر صدام وجماعته بالشبان الأربعة من الرصافة إلى الكرخ بسيارة الإسعاف عبر جسر السنك حيث اعترضته السيطرة الأمنية المرابطة على الجسر والتي استغرب الضابط المسؤول عنها وجود معتقلين في سيارة إسعاف، لكن صدام تجاوز هذه السيطرة وتعدّى على أفرادها بالسب والشتم بعد التعريف عن نفسه بأنه ضابط في جهاز الاستخبارات العسكرية.
الشبان الأربعة الذين أطلق سراحهم بعد عشرة أيام بلياليها تحدثوا في مؤتمر صحفي عن ظروف المعتقل الذي وضعوا فيه حيث جُرّدوا من مقتنياتهم الشخصية ثم قُيّدوا ووُضع قماش أسود "قذر" في رؤوسهم، وأُبقي عليهم واقفين ساعات تخللتها موجات من التهم والشتائم و"استراحة" غداء.
في اليوم التالي (السبت) أدخلوا في "صالة" ليشاهدوا عددا كبيرا من المعتقلين بينهم متظاهرون لم يعرضوا على أي محقق. وانتهى اليوم، كما قالوا، بالسب وكيل التهم. وفي يوم الأحد وبعد ساعتين من إيقافهم تحت الشمس عُرضوا على محقق وجه إليهم تهمة التظاهر ومناهضة النظام السياسي والسعي لإسقاط العملية السياسية. ولم يتردد المحقق من اتهام المتظاهرين بأنهم بعثيون وينتمون إلى جماعات إرهابية كالقاعدة والجيش الإسلامي.
صدام وجماعته "طمأنوا" الشبان الأربعة إلى انه يمكن الإفراج عنهم في الحال إذا ما تعهدوا بعدم المشاركة في أي تظاهرة، وإذ رفض الشبان العرض عُصبت أعينهم وقيّدت أيديهم وأُخذوا إلى ساحة أُوقفوا فيها من الساعة السادسة عصرا حتى التاسعة من صباح يوم الاثنين الذي عرض عليهم فيه المحققون هويات مزورة تحمل صورهم.
يقول الشبان الأربعة إنهم تعرّضوا للابتزاز بهذه الهويات فقد طلب إليهم التعهد بعدم التظاهر مقابل الإفراج عنهم.. بالطبع صدام كان هناك طوال الوقت.. لم يخرج من الصورة حتى بعد أن أحيل الشبان من محكمة إلى أخرى بتهمة استعمال هويات مزوّرة.
بقية القصة معروفة.. لا بدّ أن بعضكم تابع تفاصيلها مثلي في عدد من الصحف والفضائيات، ولا بدّ أن صدام حسين لاح لهذا البعض بشحمه ولحمه وعظمه من أول القصة في الباب الشرقي إلى آخرها في المحكمة التي أطلقت سراح الشبان الأربعة بكفالة ضامنة.

أليس كذلك؟



العدد (2157) السبت 11/06/2011






 

 

 

free web counter