| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 11/9/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

كلام مصري حكيم

عدنان حسين

عينُ الصواب ومنتهى العقل هو الكلام الذي سطّرته صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فزمن العنتريات انتهى وهو يولّي الأدبار الآن، وسيكون نوعاً من الانتحار العودة إليه من جديد، ذلك انه كان زمن الخراب الهائل والدمار الشامل والتخلّف المريع.

وخالد سعيد هو الشهيد المصري الشاب خالد محمد سعيد صبحي قاسم ( 1982-2010)، المتحدر من مدينة الإسكندرية، الذي ضُرب حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري الشرطة أمام العديد من شهود العيان في منطقة سيدي جابر في حزيران من العام الماضي. ويومها أثار موته احتجاجات علنية في الإسكندرية والقاهرة وإدانة عالمية ومحلية. وصار خالد سعيد لاحقاً أمثولة ورمزا لثوار ميدان التحرير في القاهرة.
صفحة "كلنا خالد سعيد" على "فيسبوك" انتقدت ما قامت به مجموعات من الشباب المصري في الأيام الأخيرة لاقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، معتبرة "أن محاولات اقتحام أي سفارة حتى وإن كانت لـ(العدو الصهيوني) ليست إلا تصرفات لمجموعة صبيانية نسيت أهداف الثورة الأساسية، ومن شأنها أن تدخلنا في مشاكل داخلية وخارجية يمكن أن تتسبب في إخماد الثورة".
وأشارت الصفحة التي يبلغ عدد المنتسبين إليها أكثر من مليون و600 ألف عضو، إلى أن "ما يحدث هو مسلسل للانسياق وراء عواطف جياشة وحماس من شأنه أن يُفرغ الثورة من مضمونها، ويدفع البعض للاحتفال بانتصارات وهمية".
والواقع أن العمل الذي قام به الشبان للمرة الثانية ضد السفارة الإسرائيلية ينتمي إلى عنتريات جمال عبد الناصر والبعث وصدام والقذافي و"غزوات" بن لادن والظواهري والزرقاوي... وهي عنتريات وغزوات قادت بلداننا إلى أتون حروب داخلية مهلكة وجرّتها إلى مهاوي حروب خارجية مدمرة، وحولتنا جميعاً من شعوب فقيرة ومتخلفة إلى أمة أشد فقراً وتخلفاً، بيننا وبين ما وصلت إليه الشعوب والأمم الأخرى مسافة قرون كاملة.
شباب ميدان التحرير القاهري كان لهم في البداية هدف مجمع عليه، هو إقامة نظام ديمقراطي استحقه الشعب المصري منذ عقود بيد انه ذُبح على أيدي عبد الناصر وخلفائه. ثم صار هدف شباب الميدان في الأسابيع الأخيرة الإبقاء على الثورة التي أطاحت حسني مبارك في مسارها ومنع انحرافها، خصوصا على أيدي القوى الإسلامية، السلفية تحديداً. وفجأة كان حادث تطويق السفارة الإسرائيلية بعد موت عسكريين مصريين في غارة إسرائيلية غير مبررة. كانت عملية التطويق مفهومة ومبررة استناداً إلى الباعث عليها، لكن أحداث الأيام الأخيرة لم يكن لها مسوّغ، بل إنها تبدو انحرافاً متعمداً لمسار الثورة نحو الغاية الديمقراطية.
الأرجح أن الحادث الأخير كان بتدبير مدبّر، من فلول النظام السابق أو من السلفيين، لكي لا يمضي القطار الثوري المصري على سكته نحو محطة الدولة المدنية الديمقراطية.
 


العدد (2243) الأحد 11/09/2011






 

 

 

free web counter