| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 11/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أيها الإرهابيون والفاسدون: اذهبوا فأنتم الطلقاء!

عدنان حسين

من الآن فصاعداً يتعيّن علينا أن نقرأ بطريقة مختلفة البيانات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والتصريحات التي يدلي بها الناطقون باسمها بشأن اعتقال العناصر الإرهابية وعصابات التزوير وملاحقتها، فها قد تبيّن لنا بالدليل المادي القاطع أن للإرهاب والإرهابيين والتزوير والمزورين عند هذه الأجهزة معاني أخرى غير المعاني التي نعرفها جميعاً.

على مدى ثماني سنوات اعتقدنا أن بيانات الأجهزة الأمنية وتصريحات الناطقين باسمها عن الإرهابيين تعني من يقومون بأعمال التفجير والقتل ويخطّطون لها ويسهّلونها في مختلف أنحاء البلاد وفي الخارج أيضاً، كعناصر تنظيم القاعدة وفروعه وأخوته وأبناء عمومته من المنظمات الإرهابية السلفية المتطرفة وكذلك فلول النظام السابق. واعتقدنا أيضاً أن المقصود في بيانات هذه الأجهزة وتصريحات مسؤوليها بالمزوّرين هم مزوّرو العملة أو الشهادات الدراسية والوثائق الرسمية والمعاملات والعلامات التجارية للحصول على وظائف ومناصب، بينها مناصب في الحكومة ومجلس النواب ومجالس المحافظات، وعلى عقود في ميادين التجارة والمقاولات.
لكن منذ 25 شباط الماضي ظهر لنا شيء آخر، هو أن تهمة الإرهاب يمكن أن توجهها الأجهزة الأمنية إلى الشباب المُتظاهر في ساحة التحرير وسواها مطالبين بالقضاء على الإرهاب والمحاصصة والفساد المالي والإداري ومحاسبة المزورين وتوفير الخدمات للناس والوظائف للعاطلين.. وما إلى ذلك.
ومنذ 25 شباط الماضي أيضاً تبيّن لنا أن تهمة التزوير يمكن أن تُلفّقها هذه الأجهزة في حق الشباب المتظاهر، تاركة المزورين الحقيقيين يسرحون ويمرحون، بل تقوم هي بتوفير الحراسات الأمنية التي تواكبهم في حلّهم وترحالهم تأميناً لسلامتهم الغالية على الدولة وليس المجتمع.
من الآن فصاعداً، إذا أعلن ناطق أمني أن أحد الأجهزة الأمنية اعتقل مجموعة مسلحة من الإرهابيين في عملية مباغتة أو في مواجهة ميدانية، علينا أن نقرأ ذلك باعتباره اعتقالاً لمجموعة من الشباب المُحتجّ على سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في البلاد كما حدث يوم الجمعة الماضي عندما لاحقت قوة أمنية مجموعة من متظاهري ساحة التحرير واحتجزتهم وعذّبتهم في سيارة نقل عام أثناء عودتهم إلى بيوتهم من ساحة التحرير التي اعتادوا التظاهر فيها كل يوم جمعة.
ومن الآن فصاعداً كذلك إذا صرّح مسؤول أمني كبير بان أحد الأجهزة ألقى القبض على عصابة تزوير فسنقرأ ذلك باعتباره إلقاء قبض على محتجين شبان آخرين كانوا يرفعون في ساحة التحرير أو سواها شعارات تطالب بوضع حد لتفاقم الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة، وتنظيف هذه الأجهزة من مزوّري الشهادات لإفساح المجال وتأمين حق العمل لحملة الشهادات الحقيقية الذين يعانون من البطالة منذ سنوات. وسنقرأ التصريح أيضاً على انه إشارة إلى أن مجموعة الشباب المعتقلة قد زوّر الجهاز الأمني هويات بأسمائهم لمساومتهم على التوقف عن الذهاب إلى ساحة التحرير أو مواصلة تعذيبهم وتقديمهم إلى القضاء بتهمة التزوير الملفّقة ليواجهوا تدمير مستقبلهم وخراب بيوتهم، كما حدث الشهر الماضي لمجموعة متظاهرين في ساحة التحرير.
مختصر الكلام أن "العراق الجديد" الذي تديره الآن حكومة "شراكة وطنية" برئاسة السيد نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامية الذي عانى هو أيضاً الكثير من القمع والإرهاب في عهد النظام السابق، صار مرتعاً حراً للإرهابيين الحقيقيين والمزورين والفَسَدة ومحبساً رهيباً للشباب الوطني المناهض للإرهاب والفساد والمحاصصة والقمع والتمييز، المتطلع إلى حياة آمنة كريمة في عراق ديمقراطي مزدهر.
أيها الإرهابيون والمزوّرون والفاسدون والمفسدون والجلّادون، اذهبوا فانتم الطلقاء في "العراق الجديد"!... وأنتم أيها الوطنيون الشرفاء قرّوا في بيوتكم اتقاءً للتهم الملفقة مدمرة المستقبل ومخربة البيوت!



العدد (2187) الأثنين 11/07/2011






 

 

 

free web counter