| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 9/4/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

الحكومة مدينة لنا بالإعتذار

عدنان حسين

حتى قبل انطلاقها في 25 شباط الماضي، نالت أولى التظاهرات المطالبة بإصلاح النظام (إلغاء المحاصصة والطائفية السياسية ومكافحة الفساد المالي والإداري) وتوفير الخدمات الأساسية، اتهامات بالبعثية والقاعدية وبالسعي إلى إحداث الفوضى وإثارة العنف، وحتى إسقاط النظام. وتجاوز الأمر لدى الحكومة مستوى الاتهام والتحذير اللفظي إلى مستوى اتخاذ الإجراءات العملية لمنع التظاهرات بالقوة الغاشمة، فطلب رئيس الوزراء شخصياً ومعه قادة الكتل المؤتلفة في حكومته ورؤساء الهيئات والمؤسسات الدينية، من المواطنين عدم التظاهر، بل أعلنت الحكومة حظر التجوال وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إلى أماكن التظاهر، واستخدمت كل أساليب القمع ضد المتظاهرين، بما في ذلك الرصاص الحي الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص وأصاب العشرات غيرهم بجروح بليغة.
لم يظهر أي بعثي أو قاعدي في التظاهرات الأولى التي تحدّت الحظر الحكومي. ومع ذلك واصلت الحكومة إجراءاتها التعسفية في التظاهرات اللاحقة، لكن أمس خرج بعثيون وقاعديون في تظاهرات نددت بما حدث في 9 نيسان 2003 وما تلاه، أي كل ما يتعلق بالعملية السياسية التي لم يكن متظاهرو الخامس والعشرين من شباط والأيام التالية معادين لها ولا مطالبين بإسقاط الحكومة والنظام.
أمس تصرفت الحكومة على نحو كان يتوجّب عليها أن تلتزمه حيال تظاهرات 25 شباط والأيام التالية، فهي تركت المتظاهرين يتظاهرون ويرفعون الشعارات ويرددون الهتافات من دون أي تضييق أو تعسف، بل أن القوات الأمنية قامت بواجبها في حماية المتظاهرين.
الحكومة ارتكبت خطأ واضحاً باتهامها لنا، نحن متظاهري 25 شباط والأيام التالية، بالبعثية والقاعدية والخروج على النظام والقانون، وبالتعامل معنا بقسوة تشبه قسوة نظام صدام وسواه من الأنظمة الدكتاتورية.
والآن فإنه يشقُّ علينا - ونحن مواطنون عراقيون وطنيون مناهضون لنظام صدام وللقاعدة ونتطلع إلى قيام نظام ديمقراطي حقيقي وراسخ في بلادنا - أن تعاملنا الحكومة التي انتخبناها كما لو أننا نحن بعثيون وقاعديون. وبالتالي فان أقل ما يتعيَن على الحكومة أن تفعله تجاهنا هو أن تسحب اتهاماتها لنا وأن تعترف بأنها أخطأت في حقنا، وأن تعتذر علناً إلينا، أو في الأقل إلى الذين أساءت قوات الأمن معاملتهم في الخامس والعشرين من شباط وعلى مدى الأسابيع الماضية.
نحن أيضا نستحق معاملة كريمة كالتي عاملت بها الحكومة متظاهري أمس الذين كان بينهم بعثيون وقاعديون.. أليس كذلك؟



العدد (2095) السبت 09/04/2011






 

 

 

free web counter