| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 10/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لماذا خذلنا العرب في الفاو؟

عدنان حسين

عشية ذهابه إلى روما للمشاركة في المنافسة الدولية على منصب المدير العام لمنظمة الغذاء (فاو) التابعة للأمم المتحدة، بدا لي وزير الموارد المائية السابق د. عبد اللطيف رشيد متيقناً بنسبة 80 في المئة من انه سينال المنصب أو في الأقل يكون أحد الاثنين اللذين ينتقلان إلى المرحلة الأخيرة في السباق.

قبل موعد الاجتماع الدولي في العاصمة الإيطالية بأشهر عدة، ضَمِن رشيد تأييد الجامعة العربية وأعضائها الاثنين والعشرين وعدد من الدول الإسلامية وبعض الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا. وفي آخر لقاء معه في بغداد ثم في آخر مكالمة هاتفية قبل أن يطير إلى روما قال لي إن رسائل التأييد الرسمية التي تسلمتها الحكومة العراقية من رؤساء ووزراء خارجية وسفراء عرب ومن الأمانة العامة للجامعة العربية تطمّن إلى انه (رشيد) سيجتاز الجولة الأولى من السباق، وفي المرحلة الثانية سينضم إلى المصوّتين له من العرب وغيرهم بعض مؤيدي المرشحين المنسحبين بعد الجولة الأولى. وهكذا بتوالي الجولات يزداد عدد المؤيدين لمرشحنا العراقي.
لكن حسابات الحقل في بغداد لم تتطابق مع حسابات البيدر في روما، ففور إعلان نتائج الجولة الأولى انسحب رشيد من السباق، والسبب أن "إخواننا" العرب نكثوا العهد وتراجعوا عن الوعد ولم يُصوّت له منهم سوى اثنين أو ثلاثة.
د. رشيد يفهم أن ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الست ربما كانوا قد توافقوا على عدم التصويت للمرشح العراقي "تضامناً" مع البحرين التي تدهورت العلاقات بينها وبين بغداد إثر التصريحات غير الضرورية وغير المناسبة لعدد من المسؤولين الحكوميين ومزايدات عدد من أعضاء البرلمان بشأن الحركة الاحتجاجية في البحرين. لكن ماذا عن الآخرين؟ .. ماذا حداهم؟ يتساءل رشيد. في لقائي معه منذ أيام شعرت أن رشيد يريد مني جواباً عما يعتبره موقفاً غير مفهوم من العرب، مشيراً إلى انه قد تعشّى مع رؤساء الوفود العربية المشاركة في اجتماع روما في الليلة السابقة ليوم الاجتماع وان الجميع أكد له أنهم على العهد باقون! لكن كلام تلك الليلة محاه نهار اليوم التالي.
أراد رشيد مني تفسيراً لهذه الحالة العربية، فاحترت كيف أجيبه. أعرف انه عمل بعض الوقت في السعودية والسودان، فسألته: ألم تختلط بالبدو؟ قال: ليس كثيراً. ولو كان رشيد اختلط بالبدو كثيراً للاحظ ان البدوي كثير التلفّت إلى الوراء والى الجانبين. سأل رشيد، وهو ابن الجبال: لماذا؟ قلت له: اسأل بدوياً فهو خير من يجيبك.
لقائي مع د. رشيد كان يوم الأربعاء الماضي، ولو تأخر يومين لقمت بلفت انتباهه، في إطار تفسير الموقف العربي، إلى ما فعلته قواتنا الأمنية يوم الجمعة عندما اعتقلت مجموعة من شباب ساحة التحرير وعذّبتهم وهدّدتهم بتوجيه تهمة الإرهاب إليهم ما لم يكفّوا عن التظاهر.. فبينما تُعلن الحكومة على لسان رئيسها وسائر مسؤوليها الكبار أن التظاهر حق مشروع للمواطنين يكفله الدستور فان قواتها القمعية تلاحق المتظاهرين وتتهمهم مرة بتزوير هويات وأخرى بالعلاقة بعمليات كواتم الصوت.. ماذا نسمّي هذا في لغتنا العربية؟ نسميّه: الغدر. والغدر من خصائص البدو كما يتفق من يعرفهم من ابن خلدون إلى علي الوردي.
آمل أن يقرأ الصديق د. عبد اللطيف رشيد هذا العمود ليعرف لماذا خذل العرب مرشح العراق إلى قيادة الفاو.



العدد (2186) الأحد 10/07/2011






 

 

 

free web counter