| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 10/9/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

شكراً لمن يجعلني ابتسم

عدنان حسين   

يعتقد بعض محازبي رئيس الوزراء وأنصاره بأنهم يقدمون إليه خدمة جليلة بتوجيه السباب المقذع والاتهامات الباطلة والتجني على من ينتقد مواقف وسياسات وتصرفات خاطئة (من وجهة نظر المنتقد) لرئيس الوزراء وبعض مستشاريه ومساعديه، ولمجمل العمل الحكومي الذي من نوافل القول بأنه من مسؤولية رئيس الوزراء بالدرجة الأولى بوصفه رئيس السلطة التنفيذية.

المحازبون والأنصار المدافعون عن رئيس الوزراء، والحكومة كلها بعجرها وبجرها، وبعضهم من المعروفين بمنافحتهم في السابق عن غير السيد المالكي وحكومته، بل حتى عن النظام السابق ورئيسه، يتبارون في تصريحاتهم وكتاباتهم عبر وسائل الاعلام التقليدية ووسائطه الجديدة، في التفتيش في قاع اللغة عن أكثر الكلمات فساداً وعفونة وبذاءة، فرحين ببضاعتهم الرديئة المعروضة بلغة تبعث على القرف والغثيان.

لا أظن ان رئيس الوزراء أو أي شخص سويّ سيقبل بأن يدافع عنه مَن هم بأخلاق مَن يُوصفون بانهم أبناء الشوارع، فلا بدّ انه يُدرك ان دفاعاً من هذا النوع هو كالشتيمة له، بل هو شتيمة حقيقية.

منذ بضعة أيام بعث إليّ مدير لأحد المواقع الإلكترونية العراقية برسالة سألني فيها عن رأيي في "مقال" كتبه من يبدو انه أحد هؤلاء المحازبين والأنصار رداً على ما كتبته الخميس الماضي بشأن "الغزوة الجهادية" للقوات الأمنية التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) ضد النوادي الثقافية والاجتماعية. "المقال" كان مشحوناً بالوقائع المزورة عمداً وبالشتائم المقذعة، ولهذا السبب بعث مدير الموقع به إليّ لكي يكون، في ما يبدو، في مأمن من الملاحقة القضائية اذا ما نشره، باعتبار أن "المقال" ينطوي على سب وقذف وتشهير.

ما كان ردي؟

كتبت الى مدير الموقع الالكتروني الرسالة التالية:

(( الأخ الأستاذ ...

جزيل الشكر عن هذه المبادرة. بالطبع أنت صاحب القرار. أما بالنسبة لي فلو كان من كتب هذا الكلام قد أرسله إليّ لنشرته، في الأقل من أجل أن يقارن القراء بين الاسلوب الراقي في الكتابة الذي نعتمده وأسلوب أشباه الكتّاب مثل هذا الشخص الذي لم أسمع باسمه من قبل أو لم التفت اليه. تحياتي. عدنان)).

واستناداً إلى إشارتي الخضراء هذه، نُشر "المقال" في الموقع، مثلما نُشر و"مقالات" أخرى بالمستوى الهابط نفسه في أكثر من موقع، بعضها يُوصف بأنه مقرب من رئيس الوزراء وحزبه وائتلافه السياسي أو متنطع لهم.

ما أرغب في أن يعرفه "الكتاب" من هذه الفصيلة والمواقع المقربة أو المتنطعة، أن "الكتابات" من هذا النوع تُفرحني أكثر من الكتابات والرسائل والاتصالات المادحة. فمثل هذه "الكتابات" تؤكد لي أن ما أكتبه يصل إلى من أريد إيصاله إليهم، وان مضمون ما أكتب يتجاوز الجلد ليصل إلى العظم، وهذا هو المطلوب.

وهذا هو بالضبط كان موقفي وشعوري أيام نظام صدام حسين، فقد كنت أتلقى من محازبين وأنصار وعملاء ومرتزقة للنظام السابق شتائم وتهديدات مماثلة كلما ظهر لي مقال في الصحف والمجلات التي عملت فيها في المنفى ("الموقف العربي"،"الهدف"، "صوت الكويت"، "الشرق الأوسط"). وكنت دائماً أستقبل ذلك كله بابتسامات تعكس الشعور الداخلي بالرضا عما أكتب. وها هي تلك الابتسامات تتكرر اليوم أيضاً.

فشكراً لمن يجعلني ابتسم.
 

المدى
العدد (2587) الأثنين 10/9/2012



 

 

free web counter