كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأثنين 10/10/ 2011

شنــاشيــــل : ثلاثة أخبار مُلفتة عدنان حسين من الأخبار والتقارير التي لفتت انتباهي في صحفنا المحلية أمس ثلاثة، أولها عن انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة تعقب آثار 17 مليار دولار من أموال العراق اختفت بلمح البصر بعد 2003 ولا أحد يعرف عنها شيئاً.. ما مصيرها؟ .. كيف اختفت؟ .. والى أين أو إلى من انتهت؟ المتداول إن الجيش الأميركي وسلطة الائتلاف لهما علاقة مباشرة ووثيقة بالأمر. والمتداول أيضاً أن وزراء ومسؤولين عراقيين كباراً لهم علاقة مماثلة. وإذا صحّ هذا -ولا دخان من دون نار- فعلينا وعلى اللجنة الوزارية قراءة الفاتحة على روح هذا المبلغ الهائل، فلا الجناة الأميركيون ولا نظراؤهم العراقيون سيُفسحون في المجال للكشف عن الحقيقة. الطريف أن الحكومة شكلت لجنة وزارية لأغراض تعقب الآثار، وهذه اللجنة بدورها شكّلت لجنة متفرعة عنها من ممثلي وزارة المالية وديوان الرقابة المالية والبنك المركزي لمتابعة أمر اختفاء الأموال وتقديم تقرير دوري شهري إلى اللجنة الأم. السؤال: بعدما أخذت قضية الكشف عن وجود سرقة بهذا الحجم كل هذا الوقت، كم من السنين سيحتاج أمر الكشف عن السرّاق؟ وكم من الوقت سنحتاج إلى استرداد هذه الأموال أو جزء منها؟ عيش يا......! * * * ومن أخبار الأمس أيضاً ما تضمن نكتة سمجة جديدة تُطلقها واحدة من هيئات دولتنا العجائبية، فحسب أحد أعضاء لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب خصصت هيئة الحج والعمرة 640 مقعداً إلى أعضاء المجلس في رحلات الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام. أعضاء مجلس النواب عددهم 325، ولم يحصل إلا في مرات نادرة أن حضر 250 منهم دفعة واحدة اجتماعات المجلس (أحيانا لا يتجاوز عدد الحضور نصف عدد الأعضاء)، لكن هيئة العمرة افترضت أن كل الأعضاء، باستثناء خمسة منهم هم الأعضاء المسيحيون والصابئة المندائية والإيزيديون، سيشدون الرحال إلى الديار المقدسة هذا العام، فحجزت لهم 320 معقداً و320 مقعداً أخرى لمرافقيهم (مرافق لكل نائب). هيئة الحج والعمرة تتبرع وتزيد أعضاء البرلمان المتنعمين بالامتيازات امتيازاً جديداً. ضعوا أيديكم على قلوبكم أيها الناخبون، فكثير من نوابكم قد يعود من الديار المقدسة وهو أكثر حيلة وأشدّ طمعاً وأسوأ أخلاقاً من قبل، كما هي حال البعض من حجاج البيت الحرام! * * * الخبر الثالث الملفت أفاد بان رئيس الوزراء أجرى أخيراً تغييرات في جهاز المخابرات الوطني على خلفية حادثة النخيب وتسريب بعض الضباط معلومات استخبارية إلى دول الجوار. كنت أتمنى أن يكون بين أسباب التغييرات الفضائح المتوالية عن قيام جهات ما (الأرجح أنها أمنية أو مخابراتية) باختطاف نشطاء المتظاهرين وتعذيبهم وتهديدهم، وآخر حادث في هذا الإطار كان اختطاف الناشطة الشابة آية اللامي وتهديدها بالاغتصاب. فإذا لم يكن الاختطاف من تدبير جهاز أمني أو مخابراتي فمعنى ذلك أن جهاز المخابرات الوطني فاشل لأنه يعجز عن كشف الخاطفين، إلا إذا كان "يعرف ويحرف"!   العدد (2273) الأثنين 10/10/2011