| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 10/2/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

أما شعرتم بالإهانة؟

عدنان حسين

افترض أن رئيس الوزراء قد شعر بالإهانة الشخصية والسياسية وهو يسمع الاخبار المتتالية خلال الايام الماضية عن تشكيل ميليشيات مسلحة، بعد سنوات عدة من اعلان رئيس الوزراء نفسه انه قد قضى على الميليشيات وأقام دولة القانون، وسجل ذلك في رصيد انجازاته ومفاخره.
وافترض ان كل عضو في حكومة رئيس الوزراء وكل مسؤول في الدولة قد اعتراه شعور مماثل بالاهانة.
رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة وسائر مسؤولي الدولة مكلفون من الشعب بموجب الدستور بإدارة الدولة التي من واجباتها توفير الأمن وتقديم الخدمات للناس. وإنشاء ميليشيات مسلحة، أيا كانت طبيعتها ومرامي تشكيلها، مع وجود جيش وطني وشرطة وطنية، تجاوز على الدولة وقوانينها وعلى المجتمع ونواميسه، وعلى الكرامة الشخصية والوطنية للقائمين على الدولة والمجتمع، وأولهم رئيس الوزراء والوزراء.
افترض أيضاً أن رئيس الوزراء وأعضاء حكومته وسائر مسؤولي الدولة قد اجتاحهم الشعور بالاهانة الشخصية والسياسية نفسه وهم يتابعون أمس الانباء عن تعرض معسكر "ليبرتي"، حيث يقيم في ما يشبه الحجز والاعتقال مئات من أعضاء منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة وعائلاتهم، الى قصف بالصواريخ أودى بحياة عدد منهم وإصابة العشرات بجروح. ومهما كان الموقف من هذا المنظمة فأن قيام جهة مجهولة (لا يستبعد أن تكون إحدى الميليشيات أو مجموعة تعمل لصالح إيران) بالاعتداء المسلح على مخيم للمنظمة تحت سيطرة وإشراف الدولة العراقية، هو أيضاً تجاوز سافر على الدولة وسلطتها وسيادتها وهيبتها وعلى الكرامة الشخصية والسياسية للمسؤولين المناط بهم أمر إدارة الدولة.
لكن السؤال الكبير: كيف تأتى لهؤلاء أن يتحدّوا الدولة وهيئاتها ومسؤوليها بهذا الشكل السافر؟
ما كان سيحدث هذا، بطبيعة الحال، لو كانت الدولة والحكومة محترمتين ومهابتين لدى الذين أعلنوا عن تشكيل ميليشيات أو قصفوا بالصواريخ المحبوسين في "ليبرتي".
وعدم الاحترام وفقدان الهيبة متأتيان من الحال البائسة للطبقة السياسية المتنفذة في الدولة، ومن الفشل الذريع الذي انتهت إليه العملية السياسية برمتها. فالطبقة السياسية لا تحظى بالاحترام بسبب انصرافها إلى صراعاتها وانشغالها بمطامعها، وهي لا تريد أن تدرك ان سمعتها صارت في الحضيض. والعملية السياسية محشورة في نفق مغلق تماماً بالخرسانة المسلحة والحجر الصوان، ولا يريد القائمون عليها التخلي عنها، لسبب واحد هو أنهم لا يريدون خسارة امتيازاتهم ومنافعهم المترتبة على هذا الانحشار.


المدى
العدد (2721)  10/2/2013



 

 

free web counter