| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت  10 / 5 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لماذا العراقيون ضد انفسهم؟

عدنان حسين    

منذ أيام دعت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ونشطاء آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى وقفة في شارع المتنبي لإعلان التضامن مع أهالي الأنبار وضاحية أبو غريب البغدادية، في مواجهة الإرهاب والفيضان والتصرفات غير المنضبطة للقوات الأمنية.

كنت هناك في الوقت المحدد صباح أمس.. لم أجد أكثر من عشرة أشخاص ارتفع عددهم الى نحو عشرين عندما بدأت احدى الناشطات بإلقاء بيان اجتمع ليستمع اليه نحو عشرين آخرين فقط، فيما العشرات كانوا يمرون على مدار الدقيقة ويكتفون بإلقاء نظرة غير مكترثة في الغالب. تصورتُ ان عدداً أكبر من هذا بكثير سيكون حاضراً، فوحده موضوع الفيضان وعواقبه في بعض الضواحي الغربية للعاصمة كان ينبغي أن يثير اهتمام المئات في الأقل.
هذا ليس حادثاً فريداً من نوعه ، ففي مناسبات أخرى عديدة وقع الشيء نفسه وتكرر المشهد عينه.

لِمَ لا يهتم الناس بقضاياهم وبشؤون تخصّهم وتمس حياتهم على نحو مباشر وحقوق ثابتة لهم منتهكة أو مهضومة؟ ولماذا يترددون في التمتّع بحقوقهم الدستورية وبينها الحق في التعبير عن الرأي بأشكال وأساليب مختلفة، منها الاجتماع ومنها التظاهر فضلاً عن القول والكتابة عبر وسائل الإعلام؟

ما من تفسير لهذه الظاهرة سوى ان هؤلاء الناس يجهلون حقوقهم .. نعم اننا نعيش بين ناس يعصف بهم الجهل .. هذ أمر صادم ومحزن، لكنه حقيقة. والدليل ان معظم الناس لم يقرأوا الدستور الذي صوتوا عليه قبل ثماني سنوات، ومعظمهم لم يتعرفوا الى المترشحين للانتخابات الذين انتخبوهم ليكونوا نوابهم وممثليهم في أعلى سلطة في البلاد .. انهم صوتوا لهم في الأعم الأغلب بدوافع طائفية وعشائرية ومناطقية، وليس استناداً الى معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية أو الى البرامج المطروحة. ولهذا عندما تظهر النتائج سنجد ان الكثير من النواب والمسؤولين الفاسدين والفاشلين قد أُعيد انتخابهم هذه المرة أيضاً.

من الملوم؟ .. لا لوم على الناس أنفسهم فهم ضحايا الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكمهم والتعسف في حقهم.. اللوم كله يقع على عاتق القوى السياسية. القوى السياسية الإسلامية، الشيعية والسُنية، غير ملومة، فهي لا تخفي سعيها الى تجهيل الناس .. بالجهل وحده ينقاد الناس الى شعارات الأحزاب الإسلامية الزائفة.

الحق كل الحق على القوى السياسية الوطنية، الديمقراطية، الليبرالية، العلمانية، ومعها المنظمات المدنية .. انها في قطيعة مع الناس .. القوى الإسلامية المتنفذة تستخدم الدين والمال لشراء ضمائر الجهلة، لكن ما بال القوى السياسية غير الاسلامية والمنظمات المدنية تترك طواعية هذا الملعب الفسيح؟

قبل الانتخابات الأخيرة بشهرين أو ثلاثة تحرّك التحالف المدني الديمقراطي باستحياء واضح وبعدم ثقة جليّة بالنفس والناس .. مع ذلك كان صدى هذا التحرك طيباً في ما أظن .. متأخراً جداً جاء التحرك.. كان ينبغي البدء به منذ سنتين وتصعيد وتيرته على مدى السنة المنصرمة.

مع ذلك لم يفت الوقت تماماً، فهذه الانتخابات ليست أخيرة ولا هي نهاية المطاف.


المدى
العدد (3075) 10/5/2014

 

 

free web counter