| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عودت ناجي الحمداني

alhmdani2000@yahoo.com

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 9/3/ 2011

 

عساكر المالكي تقتحم مقرات الحزب الشيوعي

د. عودت ناجي الحمداني

الاقدام بأمر رئيس وزاء الحكومة العراقية بتطويق المقر المركزي للحزب الشيوعي العراقي ومقر جريته المركزية طريق الشعب من قبل مفارز قوات عسكرية مدججة بالسلاح ومتخذة مواقعها في ساحة المقر وبعضها على اهبة الاستعداد لرمي الرصاص فأن ذلك يعكس صرامة التوجيهات التي اصدرها السيد المالكي تجاه حزب وطني وتقدمي وقع عليه العبأ الاكبر في التضحيات في محاربة النظام الصدامي وغيره من الانظمة الدكتاتورية.

وقد شكل هذا العمل المنافي للديمقراطية صدمة كبيرة لجماهير الشعب ومنظمات المجتمع المدني التي تدرك وتتفهم موقف الحزب الشيوعي المميز بوطنيته التي لا يزايد عليها احد وبدفاعه الذي لا حدود له عن مصالح الكادحين والفقراء والمسحوقين وفي دفاعه المستميت عن مصالح الوطن.

ان الحملة على مقرات الحزب الشيوعي انتهاك صارخ للحقوق السياسية والدمقراطية التي كفلها الدستور العراقي والتي تستهدف وضع العقبات للحد من تنامي نفوذ الحزب الجماهيري والحزبي وتحجيم نشاطه في تعبئة جماهير شعبنا للمطابه بحقوقها المغتصبه في حياة كريمة وحره ونزيهه تتوفر فيها مستلزمات العيش الاولية من كهرباء وماء وتعليم وصحة وسكن وغير ذلك من الخدمات الاخرى .

فمن حق الحزب الشيوعي ان يقف بجانب جماهير الشعب ويدعم مطالبها المشرعة ويدعم كافة انواع الاحتجاجات التي عبرت عنها المظاهرات المليونية والتي شكلت استفتاءا لعدم ثقة الشعب بالحكومة وعجزها في حل مشاكل المجتمع والازمات التي خلقتها بسبب ادائها الفاشل.

ان تطويق مقرات الحزب الشيوعي يصب في خانة العداء المسعور للشيوعية ويعكس مدى تنامي العداء للديمقراطية والحريات السياسية ويبرهن على ان القوى المتنفذة في الحكومة العراقية تستخدم شعارات الديمقراطية كخطوة تكتيكية لتثبيت اقدامها وعندها سوف تشن هجموها العدواني على الديمقراطية والديمقراطيين .

ان منظمي الحملة على مقرات الحزب الشيوعي نسوا وتناسوا ان الحزب الشيوعي من الاحزاب التي دعمت بقوة العملية السياسية وهو حزب سياسي ووطني ساهم بنشاط بالبرلمان والحكومة السابقة رغم ما يثار عليها من ملاحظات وتحمل من جراء هذه المواقف الكثير من حملات النقد والتشويه والاتهام بموالاته للحكومة التي تنتهج نهجا طائفيا وعدائيا للشعب .

ان على السيد الملكي ان يقدر الموقف الوطني للحزب الشيوعي ودوره في تعبئة الجماهير ضد الارهاب وفي تعزيز دور مؤسسات الدولة ,ومن الواجب الوطني ان يقدم اعتذاره عن اوامره بغلق مقرات الحزب وعن سلوكيات افراد عساكره التي اهانت بعض العاملين بالمقرات سواء بالركل او الرفس او بالترهيب باشهار السلاح .

ان هذه الحملة التي تستهدف مضايقة نشاط الحزب الشيوعي ليس لها مبرر سوى مبرر واحد هو لثني الحزب عن دعم مطالب الشعب ورفضه للسياسات الطائفية وتمجيده لمبدأ المواطنه كبديل للطائفية التي رفضها شعبنا واصرت عليها الحكومة.
 

 

free web counter