| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عزيز الحاج

 

 

 

الأثنين 16/6/ 2008



تداعيات العمر (4)

عزيز الحاج

ملاحظات توضيحية
هذه المقطوعات الأدبية، بعثها لي الصديق الدكتور عزيز الحاج قبل أشهر، وكان قد كتبها على فترات متباعدة ومناسبات مختلفة أثارت فيه مشاعر متباينة عبَّر عنها تارة بالنثر وأخرى بالشعر. وعند إرسالها طلب مني مراجعتها، ونشرها على حلقات في الوقت المناسب كما أرتئيه. وبما أنه لم يكن أي منا على عجلة في نشرها، فقد بقيت هذه الخواطر لديَّ مدة إلى أن شعرت أن قد حان الوقت لنشرها، خاصة وإن الدكتور عزيز الحاج قد تعدّى الثمانين من العمر، والأعمار بيد الله، وهو يعاني الآن من أوضاع صحية صعبة، حيث يتلقى العلاج في باريس، وربما توقفه حالته الصحية هذه عن مواصلة الكتابة لا سمح الله، كما أخبرني.
وأسأل هل اهتمت بأوضاع الحاج الجهات والتنظيمات، المفروض بها ذلك؟!

أتمنى للصديق الحاج الشفاء العاجل وعمراً مديداً، لمواصلة عطائه الفكري المتجدد دوماً، وبما يتمتع به من تجارب نضالية مريرة لأكثر من ستين عاماً قضاها في النضال الثوري، ودخل السجون في العهدين الملكي والجمهوري البعثي، ثم عاش فترة طويلة في الغربة وإلى الآن. ورغم انتمائه الثوري اليساري السابق، ورغم دخوله الشيخوخة، إلا إن الحاج استطاع أن يجدد فكره ويتغلب على ماضيه الأيديولوجي ويخرج من شرنقته، ويتحول من الفكر الثوري اليساري المعادي للغرب، إلى الفكر الديمقراطي الليبرالي المؤيد للغرب. وفي جميع هذه المواقف، اليسارية السابقة، والديمقراطية الليبرالية الحالية، كان هدف الحاج واحداً لم يتغير، ألا وهو تحقيق حلم الإنسان الأبدي الباحث عن العدالة الاجتماعية والتقدم.
أرجو أن تكون هذه المقاطع الأدبية، وكما تمنى لها الكاتب، ذات نفع ومتعة للقراء الكرام. كما وأتمنى للصديق الحاج الشفاء العاجل والعمر المديد لمواصلة نضاله الفكري لخدمة شعبنا العراقي والإنسانية جمعاء.

عبدالخالق حسين
في 6/6/2008


إلى زاهد محمد
" وجهت هذه الأبيات الى الصديق القريب ، الشاعر زاهد محمد زهدي ، وهو يقاوم داءه الخبيث بشجاعة مدهشة .. وكان ذلك في 5 نيسان 2000 ـ أي قبل رحيله بعام ".

قطعنا مفازات الضنى ، والفيافيا            وذقناه ماءا خابطا ، ثم صافيا
صعودا لكردستانَ أنا، وبـعدها              نزولا الى الأهوار نقضي اللياليا
وكانت قلاع الظلم، والعمر يافع            قد التهمت منا الذي كان غاليا
وزرنا "جنان الحور" نطلب "ثأرنا "       نعوّض حرمانا ، ونُبعد ماضيا
وها نحن، يا أوفى الصحاب، وقد مضت من العمر أشواط ، نعيش المنافيا
أزاهدُ ، والتاريخ يشهد أنكم ، كعهدي بكم ، قد كنت للشعب وافيا
تحملت أعباء النضال ببسمة                 وأنشدت في عشق البلاد الأغانيا
وأبدعت في صوغ القريض لدجلةٍ         وأودعت أمواجَ الفرات القوافيا
وناجيت في الأكراد غرَ ملاحم             تنازل طغيانا ، وتردع طاغيا
وخلّدت وديانا سقتها دماؤهم                وناغيت في شم ّ الجبال السواقيا
وأنزلت بالباغين لعنة شاعر                 وقد شردوا أبناءنا والأهاليا
**************
ويا صاحبي ، والعمر يهطل ثلجه         علينا معا، عش رافعَ الرأس، عاليا
عهدتك جبار الإرادة ، صامدا             تقارع بالعزم القوي العواديا
ونحن معا نمضي ، وكل ذنوبنا           هوى الوطن الغالي وكنا الأضاحيا
********************

تحت ضوء القمر ..
بحثت عن حبيبة الصبا ، فعجزت ،
وسألت عن حبيبة الشباب .. ولا أزال أبحث ..
وهبطتْ أمي من السماء في غلالة
بيضاء ، حاملة وردا لحبيب الكهولة ـ ابني ..
ومضينا معا متعانقين ، نقطع الدرب الطويل ،
والبدر يراقبنا .. ..

*************

الشيء اللاشئ ..
لم تطاردني ليل نهار ، في المطر والصحو ، في الشارع والنفق ، في سعف النخلة وجليد الغربة ، على الجبل وعند السفح ،مع أنفاس الشجر ، وهمسات النهر ، ولهاث القطار ، وعلى شرفات المنازل وأجنحة الحمام ؟؟ مالك تلاحق يقظتي ومنامي ، وتنتهك قدسية أحلامي ، وتقتحم معبد كتبي وذكرياتي ؟؟ ولماذا تواصل الغارات بنانفايات ، وأدوات الغثيان ؟؟ هل لديك ثارات قبيلة سقطت أقنعتها ، وتعهّر عقمها ؟؟
أم إنك ، يا هذا ، مرعوب من شبح كان اسمه الضمير، وانك لم تكن غير فعلِ ماضي ، وتمثالِ قشة ؟؟
****************

دردشة في فنجان
هل يمكن لهواية خلط الألوان أن تصنع لوحة تسرق النظر، وتطبع على الخيال قبلة ؟
وهل في جلبة الورق والقلم واللسان ميلاد نسمة وغصن، وغناء شحرور، أو إعجاز نحلة، وإبداع نملة؟
وهل في مواسم البيع والشراء، والهرج والمرج، والأوسمة والألقاب، نفحة حب، وإشراقة فكر، وتحليقة صقر، وأصالة شجرة ، وشموخ جبل ، ونبل نخلة ؟ أم لا أمل إذ المخمل قد صار صنوا للسوط ، وعاد هذا وحيا للعبارة، وحكمة دولة ؟ وأقحل اللون واللحن ، وتعملق دفتر الحسابات ، فسكت البلبل والشعر ، وتوارى الميزان ، و إذ انتقلت لمعة الوهم بين المقل ، ومات الغزل .. .. !




¤ الحلقة الثالثة
¤ الحلقة الثانية
¤ الحلقة الأولى








 


 

free web counter