| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    السبت 9/7/ 2010

 

صيادو البصرة يهجرون مهنتهم قسرا!

عزيز الحافظ  

ليس العنوان إلا نوعا من التلاعب اللفظي الذي فرضته حقائق الارض والماء والحياة في وطن إسمه العراق فيه كل الغرائب والعجائب لاتشبهها قصص ألف ليلة وليلة الخيالية الوصف.. كل مفصل فيه يحتاج عشرات المقالات لاتعرف هل نحن دولة مدنية أم عسكرية ونسبة العسكر فيه تتصاعد لسهولة المهنة و تبختر عوائدها المالية مع قلة الجهد وخاصة في سيطرات اخترقت عالمنا الساحر المحور فصارت جزءا من إغاظتنا اليومية! هل نحن دولة مستقبلية تشبه نهضة اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؟ أم إننا سنكون بعد الصومال والنيبال ونهضتهما خلال 10 سنوات؟ أقرع لنفسك مفصلا في الوطن وتمعّن فيه ثم أكتب؟ ماذا تجد؟ حلاوة وسلاسة؟ صعوبة ووعورة؟ أم مادة إنشائية لاتوجد مثلها ك صعوبة أسئلة البكالوريا الحالية؟ منذ عشرات السنين كان للعراق صيادون يعملون في البصرة لاتعرف لنشاطهم وطاقتهم حدودا مائية ولاخط التالوك ولا الهالوك! ولا الجرف الفلاني والالغام والسفن البحرية واللنشات الاسرع من صوت الطلقات التي تحصد أرواحهم وحكومتهم في عسل الصمت!ثم فجاة ومن قناة العربية التي ترصد كل بهرة بشهرة! في المشهد العراقي بإمعان وتسييس تقرأ أن خمسة الآف صياد عراقي يعني 5 آلاف عائلة تعيش على مجهودهم ومخاطرهم تركوا المهنة ومراكبهم ووقودهم! الغالي النفيس مرغمين ليعملوا بمهنة عالمية وهي عمالا للنظافة في شوارع قضاء الفاو جنوب البصرة!!يعني مستحيل كلهم يعملون لان هذا العدد جيش من البشر من المحال توظيفه في مدينة كالفاو هل هي دبي بعمرانها؟ هذا التحول القسري من مهنة الصيد، سببه مضايقات تعرضوا لها من رجال أمن دول الجوار وهي هنا دولتان لاغير كلاهما تبتدا بحرف الألف!، وصلت حدّ القتل. ، من الجانبين الكويتي و الإيراني، كما يقولون فترك العشرات منهم مهنة الصيد التخصصية القديمة التاريخ التوارثية، وهي مصدر عيشهم الوحيد، وتحولوا إلى عمال بناء أو عمال نظافة بأجور يومية بخسة في بلدية الفاو المشكورة طبعا، وهي المديرية الوحيدة التي توفر فرص عمل في ذلك المكان البعيد المنسي ومن الملفت في الفاو نظافة شوارعها!!، كما يلفت أقسى وأزعج !أن غالبية العاملين في مهنة النظافة يتراوحون ما بين خريجين جدد عاطلين طبعا! وشيوخ سيماهم في ابيضاض شعرهم، وهم يعملون تحت أشعة شمس لاهبة لكسب قوت يومهم كاظمين الغيظ! يقول مسؤول محلي إن "الحالة مؤلمة، أغلب المتقدمين للعمل لدينا هم من الصيادين والبحارة القدامى، منهم كبار السن وشباب، بسبب ما يتعرضون لمضايقات من دول الجوار بالإضافة إلى تقليل الحكومة لحصص البحارة من الوقود، أدت إلى تركهم الصيد وتوجههم إلى مهن منْ لا مهن لهم. يقول قائمقام الفاو: "10 آلاف صياد منهم 5000 تركوا المهنة، وهناك عدد كبير من القتلى، 6 قتلى مؤخراً، وعدد كبير من الجرحى!! وطبعا أقامت الحكومة الدنيا على دماء صياديها! بحيث لم تسمع لهم أنين أو خبرا في طنين!ولاكإنما توجد قوانين دولية للبحارة والصيد والدول المتشاطئة والشيطانية والمتشيطنة! والمستهينة بقوانين الجوار ولاتوجد شكاوي ولاامم متحدة ولامجلس الامن ولامحكمة لاهاي أهكذا حقوق العراقيين مهدورة منسية؟ بحرا هذه المَرّة وكل مَرّة والاقسى إنها علقمية جدا ومُرّة!".

 

free web counter