| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الأثنين 6/6/ 2010

 

غطرسة تربوية كويتية تُنهي خدمات معلمة وافدة نهضت بقيم التعليم

عزيز الحافظ  

مع إن بعض الأخبار تمّر مرور الكرام يوميا على حدقات عيوننا وهي ترى التايتلات والصحف والمواقع والتلفاز ولكن هناك النزر اليسير الذي يبقى في الذاكرة وخاصة إذا تغّلف بظلم ما لشخص الحدث.. فبعد فصل الطالب المصري الثوري؟! ذو العشرة سنوات لانه تفّوه بكلمة ثورة ولم تنفع محاولات أبوه مع وزارة التربية الكويتية لإنقاذ فصله الدراسي على الأقل في المدارس المسائية دون جدوى نجد اليوم نموذجا آخرا للتسلط الوظيفي القاتم المعالم في نفس المنحى التربوي الكويتي بصورة لاتليق بدولة كانت ولازالت ديمقراطية صحفها في المنطقة مدار فخر دائم.معلمة في مدرسة بمنطقة كويتية توصيفها (وافدة) يعني غير كويتية وحتى الوصف فيه قساوة التمييز..قامت بموجب قيّمها الوظيفية بتوجيه وليس التلويح بعصا او ضرب لطالب كويتي في الصف الخامس الإبتدائي،أهان إحدى العاملات الأسيويات في المدرسة بصورة لفتت نظر المعلمة التربوي فقامت بواجبها الأخلاقي بتوجيهه على مضاّر هذه الممارسة وخاصة بموجب فارق السن وبضرورة إحترام الآخر حتى لو كان يعمل بوظيفة متواضعة ألجأته أليها حالات الفقر في وطنه فيجب احترام كرامته ولكنها توسعت في مداركها التدريسية فأسهبت للطالب الكويتي المدلل عن الدور الحضاري العريق لدولة العاملة الآسيوية وتقدمه العلمي والتكنلوجي والصناعي مما جعل مديرة المدرسة الفاضلة توجه لها إستفسارا يتضمن تلفيق عبارات لم تتفوه بها في نصائحها الذرية!! ولكن الأقدار لم تترك هذه المعلمة الوافدة عربيا باليقين،إذ شاهدت شجارا بين تلميذين ففصلت بينهما بواجبها التربوي الإنساني والأخلاقي وحثتهما على التّواد والتراحم والتأسي بأخلاق دينهما بل وذكرت لهم مثلا ربما هو الذي سّرع في قرارات الفصل التعسفي!(أن اليهود يحترمون بعضهم..فما بالنا نحن المسلمون الذين نقتدي برسولنا ص)؟

لتجد ان كلماتها العفوية النقية الصادقة تتحول لمسامير في نعش قطع رزقها في الكويت! إذ قيل لها أنت قلتي للطالبين أن اليهود أفضل منكم!! ولوجود إفادة سابقة وإفادة حالية قررت محكمة مديرة المدرسة الحكم ب....إنهاء خدمات المعلمة الوافدة!! وطبعا هذه القرارات لاتحتاج لتمييز ولاتوكيل محامي لأنها ستخالف قانون الإقامة نفسه حيث سيعطون نسخة من قرار الفصل لدائرة الإقامة التي ستقوم باللازم بترحيلها بأيسر من شرب الماء! وهكذا ذهبت المعلمة الوافدة وأحلامها في بناء مستقبل ينتظر عائلتها يوما بعد يوم في مهب الريح والسبب هو إلتزامها الأخلاقي التربوي ولأنها وافدة يجب ان تعرف حدود الضيافة الكويتية التي لاترحم حتى الأوضاع والمواقف الايجابية ولا تنفع مناشدة وزير التربية ولا غيره فأنت أيتها الكريمة الشمائل وافدة وماأردتي طلابك أن يقتدون به رفضه الكبار فصرتي ضحية نصائحك!
 

free web counter