| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 4/5/ 2010

 

يقتلون الأطفال خنقا بالغازات في البحرين

عزيز الحافظ 

تمنيت وأنا أتابع أخبار البحرين المنسية بامتياز، أنْ يكون خبر قتل الطفل الثاني في البحرين والمسمى (محمد عبد الحسين فرحان) اختناقا بالغاز المسيّل للدموع ،خبرا ملّفقا ومدسوسا يعّكر أجواء الهدوء الإعلامي المصطنع في البحرين... فمن الغريب ان المملكة تصنع كل يوم ما يغيض الذين ينظرون لإحداثها بمهنية وتألم إنساني لا غير. من المؤلم يوميا أن تخرج لنا الأفران الحدثية في المملكة بخبر قتلي جديد حتى لو لم يكن فيه زهق أرواح..أليس اعتقال النساء جريمة في مجتمع محافظ بدون تهمة؟ أليس قتل النساء بالرصاص الحي او بالرعب المتولد من عنف في إفراط استخدام السلاح جريمة؟ أليس اعتقال الناشطات والشاعرات لحرية رأيهن لا غير جريمة؟ كل يوم يحصل ما يريب... تهزّك من الأعماق جرائم قتل النساء ولكن تمزّق كل ذاتك وصبرك وهدوئك ،قتل للأطفال حتى لو بكوارث الطبيعة اللا متوقعة فكيف وأنت تعرف تفاصيل قتلهم؟ كيف وأنت تعكس ينعهم ونموهم وشبابهم وبراءتهم وضحكاتهم وبهجتهم على وجوه أولادك لتجد تلك البسمات الفطرية التي تهزم الزمن تغيب مع الخلود للأبد؟رسائل عديدة تلقيتها أن اترك الشأن البحريني لتمنيات غير عقلانية الطرح.. ولكن الاحداث توقظ النائم!

هل معقولا ما حصل؟ لم تسكت منظمات الكون كله على جرائم قتل الأطفال؟ يا ريت يكون هناك نفيا للخبر ليكون مدعاة للسرور الشخصي ياريت لم تصل نكبة غياب الطفل لعائلته مع إن نيسان وكذبته ولّى منذ أيام..

هل يقبل جلالته وسمو ولي عهده الأمين ورئيس وزرائه الكريم ان يتمرض احد احفادهم او اولادهم حتى ولو بالانفلونزا الموسمية دون ان يقّض ذاك مضجعه ويهزم طول اناته؟ إذن لم يسمح بهذا العنف؟ لم يقبلون ويصمتون؟ هل كان الطفل يجمل حزاما ناسفا؟ هل كان يحمل رمانة يدوية؟ نعم وفرت ألعاب الكمبيوتر بعض المشاهد العنفية لاولادنا غير مقبولة التداول ولكن هل نقتل الأولاد لأحلام ألعاب الكمبيوتر لأنها تشكل في مخيلتكم المريضة خطرا على المملكة مستقبلي افتراضي؟ لم قتلتم الطفل؟ لم وطأتم قلب أمه المفجوع بسنابك خيل خيلائكم وغطرستكم؟ لم سحقتم دموع أبوه؟ هل ستمر دماء الأبرياء على الخواطر التي تكظم غيظها سدى؟ إنكم تصنعون للدكتاتورية تمثالا في المملكة بقتل النساء والأطفال خاصة وستبقى روح الطفل محمد تلاحقكم... كما كان يركض خلف كرة يداعبها ويعود جذلا لأهله ولكنه اليوم لن يعود وستبقى حقيبته المدرسية وكراساته وملابسه وفراشه المهجور وبسمته وفرحته التي غيبتموها، شاخصة في ميدان اللؤلؤة للأبد..كيف لا و الأطفال هم لآليء الكون إلا عندكم .

free web counter