كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 29/9/ 2010

حقا سنّ التقاعد العراقي يصبح 25 سنة ؟ عزيز الحافظ    لاول مرة في الدولة العراقية الحديثة يحدث أن لا تساوي بين المكسب الوظيفي في درجات السلم المعتمدة كسياق في الحكومة. بون شاسع بين موظف قديم وموظف بسيط في احد الرئاسات لا مجال مغناطيسي للمقارنة بين المغنم والمكسب.نعم قد تكون نائبا بديلا عن وزير او متوفي او مستقيل لمدة ثلاث أيام فقط او شهر او سنة وتخرج للتقاعد الغزير المال لإنتهاء الدورة النيابية فتنال راتبا لا تحلم به جدتك المرحومة مدى الحياة. كل سنة تتفاعل العوائل العراقية مع خريجين جدد من ابنائها يبقون يبذلون الغالي والنفيس للحصول على وظيفة بشتى الطرق ثم يذرعون الشوارع والمقاهي وبعضهم ينال وظيفة مدنية أو عضلية لا تتناسب مع كرامته وهم الأغلبية دون جدوى. ولاول مرة في العالم يعطي العراقي الرشاوي للحصول على وظيفة حكومية حتى لو كانت قريبة من الموت كالوظائف العسكرية لا مناص من تسطير حقيقتها المرة. المشكلة الحقيقية لا بدائل في العراق عن الوظيفة الحكومية...أسهل مكسب فيها دوام 8 ساعات يومين عطلة...القطاع الخاص معطّل لا مشاريع يلجأ لها الفني والخريج واللاماهر ..فيتم إمتصاص البطالة المتزايدة. لذا فكرت وزارة التخطيط العراقية بدراسة؟ أو توجّه لتقديم مسودة مشروع قانون التقاعد الجديد المُقترح الى مجلس الوزراء من أجل المصادقة عليه لاحقا في مجلس النواب لمن اتم خدمة [25] سنة في دوائر الدولة براتب مجزي قدره [80] بالمئة من الراتب الكلي. يقينا هو قرار منصف لو تحقق لانه سيضمن تشغيل كل من صبر على التعيين الصعب وصار جليسا للمقاهي وقد يحتضنه الإحباط ويفكر باللجوء لخيارات لا احب تسطيرها بسبب الحاجة المادية المعروفة.ولإن الميزانية القادمة لعام  2012 إنفجارية بالمعنى المالي يمكن تخصيص الفروقات المالية اللازمة ويكون المقترح قابل لرؤية النور ويخلّص الوطن من الديناصورات التي عاصرت كم حكومة عراقية ولم يعد يهمها إحترام قيم الوظيفة وتقديم الجهد الأخلاقي قدر إنتظار يوم الراتب الذي لم يبذلوا له الجهد الحقيقي لنيله.يبقى هاجس واحد؟ هل سيكون القرار إلزاميا ام طوعيا؟هنا يمكن القول إن الطوعية ستكون مستحيلة التحقق بدون إلزامية القرار الذي ستكون مثل الحلوى والمقبلات فيه راتب نهاية الخدمة ستة رواتب كاملة المواصفات، مهم جدا للتشجيع كذلك المهم صدقوني تقليل الروتين في معاملات التقاعد لان من مرّ بهذه الحقبة المضنية يعرف لسعاتها جيدا!ثم توحيد سلّم المتقاعدين بعدالة يعرفها من يقوم بالتعديل المالي لاننا سنشهد ثلاث طبقات منهم! طبقة ما قبل 2003 و طبقة بعد 2003 وطبقة متقاعدي ال80% من الراتب الكلي وسيصبح التندر سمة أحاديث الناس وقتها! هل ينطبق علينا قول الشاعر: النفس راغبةٌ إذا رغَّبتَها وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقنَعُ