| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 23/3/ 2010

 

بهية العرادي تتسلق للمجد البحريني برصاص الطغاة

عزيز الحافظ 

لم اكن اعلم في غير العراق وغير القرن الحادي والعشرين ، ان الموت يتربص للنساء العربيات بشتى الأزياء والمدن والأزمنة والأماكن فقد عشت ورأيت وتعودت، و تعلمت وكتمت وبكيت ، أن ارى شهيدات العراق ينلن جائزة المجد لوحدهن سنوات وسنوات بصمت كل الدنيا عن تلاشي ضيائهن النوري على يد الجلادين ، مناضلات وشقيقات مناضلين بشتى انواع القساوة في طريق الشهادة والتضحية. كانت العراقية الصبورة صامدة تفقأ عين الطغاة والفاشست بكل ما تملكه من حزم وجلد وصبر وتضحية وتعذيب قاس ، يهزم تلك الارادات القمعية التي لا تعرف التعامل مع القارورات ورحيق الازاهر العاطر العبق.

وعندما انمحق الطغاة كانت هذه الوجوه العراقية النسائية الفاضلة حبيسة تراب الوطن لا نعرف اين تسكن تلك الجثامين الطواهر واي تراب فيك يا عراق لا يبكي سجينته المظلومة ولا يصرخ لنا بوجودها معه! واي تراب لا يحمل عطر معشوقته التي تحاصرها ذراته من كل صوب؟ هي تسقيه بدمها الطهور لتنبت للاجيال الناسية ذكريات وذكريات لا تنمحي من ذاكرة الوطن المعذبة.

لم ننصف حتى خلود الراحلات ! لم ننبش بطون التراب لنعرف أين مثاويهن مع إن أحداقنا وشبكياتنا تشاركهن السكن والشجن ويغلفهن ذاك الشغاف نفس الذي يحمي القلوب الملتاعة ألما على رحيلهن...
المجد لقارورات العراق المنسيات حتى بنصب تذكاري حتى بقصص في تلفزيون حتى بمسرحيات التراجيديا حتى بموسيقى حزائنية ترسم لنا مجار للدموع تحرث وجناتنا عساها تصرخ بفقدهن وغيابهن وجفاء نسيانهن الحزائني المتراكم..

اليوم أستوقفتني في جسر ممر الذكريات إمرأة من البحرين لا اعرف مذهبها لأكتب عنه فقط اعرف إنها من البحرين إمرأة لا غير تصدت لرصاص غادر فحلّقت روحها الزكية مع تلك الارواح التي تعلقت بفناء التاريخ ومدنه وساعاته الثقيلة الوطء عند تفقد الاحبة,,

بهية العرادي فقط نسمة ربيع آذاري وسحابة ألم وقور من صمت العرب والدنيا على دماء تُسفك على منحر حرية كانت تراها بمشاركة سلمية أودت بحياتها رصاصة غدر لايهم من اي زند انطلق الرصاص ولكن الذي يهّم أنها قارورة لم تشفع لها انوثتها ووداعتها مع فروسية موقفها من ان تكون هدفا لنبال الفاشيين الرصاصية.

بهية العرادي مع شهيدات العراق الخالدات من الحزب الشيوعي كالشهيدة إنتصار الآلوسي ومن حزب الدعوة كالشهيدة نور الهدى الصدر ومن الصابئيات كعذبة ومن المسيحيات كإيمان كوركيس ومن ومن ومن...فقد ارتحلت للمجد معهن وللخلود تسلقت برصاصة غدر حقودة صدقوني سيكون لها يوما في البحرين ساحة خاصة ودوار خاص وستكتبها المناهج الدراسية وستفتخر بها عائلتها ومحبيها أنبل فخر.

امن الرجولة قتل المتظاهرات؟ أمن الديمقراطية التي لا تروق لكم أبدا لا اسمها ولا هيئتها ولا تداولها أن ترسلوا النساء للخلود والمجد بحجة حماية النظام والملكية؟ لن تمر دماء بهية العرادي على التاريخ دون ان يسطر رحيق رحيلها العبق وسيبقى خيال بهائها الغائب الحاضر يقض أحلام الطغاة فلها الفخر أنها سجلت اسمها مع قوافل الشهيدات اللائي يخجل حتى المجد من مشاركتهن منصة الفوز الكبير.


 

free web counter