| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الخميس 23/6/ 2010


 

إحتفالات بهيحة للعراقيين بعيد الأب!

عزيز الحافظ  

عذرا للمقدمة التي فيها تضخيم لحقيقة واحدة وهي عيد الأب وتضخيم أكبر للاحتفال به من قبلي بصورة رسمت زهوها في مخيلتي التي تشبه مخيلات العراقيين جميعا بجوٍ بهجوي سروري فرحي لا يعارض او يتعارض مع عادات وتقاليد شعبنا وتراثه المعلوم

ليس عيد الأب خبرا سعيدا أو قابلا للتأويل وليس حدثا طارئا في حياة العراقيين فقد تعوّد جيل اليوم بشتى الأعمار تداول الرسائل والتهاني والتعزية في الموبايلات بكل المناسبات الترحية والفرحية ومااكثر الاتراح في غصّة حلقوم كل عراقي .. ولكن للتهنئة الشحيحة بالموبايلات بعيد الأب مذاق جديد وغريب لندرة من تذّكره.. تصوروا هذا اليوم عطلة رسمية في اكبر واقوى دولة في العالم؟!

ما الذي دفعني لتذكرٍهٍ بتلك التراجيديا التي ألبستها بدلات مقالة فرح في ذاتي؟

قرأت خبرا طريفا او غريبا و يتسم بلمسة يعرفها من تعلّق فطريا بحب والديه في ظل انعدام الكثير من القيم المجتمعية والأسرية.. الخبر {{ان أمريكا بيوم الأب عندها عطلة رسمية بكل الولايات طبعا لذا قام فنان أمريكي بولاية فلوريدا وبحلبة مصارعة شعبية،بمعانقه والده عشية عيد الأب! ولمدة 24 ساعة متواصلة!!}} تصوروا اللمحة التي جعلت عناقهما مدار حديث الصحف العالمية كم تحملْ من معاني ليس منها طلب الشهرة او التسجيل في موسوعة غينيس للارقام القياسية ولكن هل استطيع التساؤل كعراقي:

كيف احتفل العراقيون بعيد الأب؟

1. منهم من لم يعرف أصلا أن للأب يوما سنويا عالميا للاحتفال!

2. منهم الآلاف أو أغزر.. لم يجدوا أبا للاحتفال... ليقبّلوا وجناته أو ليقولوا له صباح الخير او السلام عليكم!

3. منهم من منع ابوه ان يحمل أدوات البناء بعمله اليومي العضلي الشاق ويذهب لساحة الانتظار الشهيرة في مسطر او مصطر ساحة الطيران الشهير! تبسم الأب! يا بني ومن اين تأكل فطور الصباح القادم و تنال يوميتك الفارهة 250 دينار؟

4. منهم من منع ابوه بائع السكائر المتجول من العمل اليوم تبسم الأب! ومن أين ندفع قسط السكائر التي اشتريتها بالدين المؤجل!

5. منهم من سأل عن ابيه الذي يعمل منذ صرخاته الطفولية ولا يراه الا بعد هبوط الليل وهو نائم ولا يشاهده في الصباح وهو مستيقظ متى يستطيع مجالسته وتحيته وللأيام نفس الطعم واللون والرائحة وتشتعل! وتساعد على الاشتعال!

6. قالت الأخبار التراثية أن من البكائين النبي يوسف على فراق أبيه النبي يعقوب حتى كان يبكي ليلا ونهارا في سجنه المعروف وكذلك الإمام زين العابدين علي بن الحسين على أبيه الحسين الشهيد حتى خطت الدموع أخاديد في وجناته ولم يوضع له طعام إلا وبكى وهنا تُسكب عبراتنا! هذا ديدنا وتراثنا الحزن على فراق الآباء لا الفرح بتحيتهم فكم ترك لنا الزمن والفاشست في العراق ماضيه وحاضره من أباء قتلى وصرعى بشتى الوسائل تعلمنا منها الجَلَدَ والتصبر والمقارعة بحيث لم تفكر أيادينا مطلقا بحمل قبضة ورد زاهية نقدمها لهم أحياءا بعيد الأب او عيد الفطر او أعيادنا المعروفة! أو نقّبل وجنات غابت سحنات وجوهها عن مآقينا للأبد!

7. هذا هو رحيق الاحتفال ب عيد الأب العراقي... أشجان لأب فقيد، لا يعرف أبنه اليتيم الكبير الآن أين مثواه ومستقره ليضع شاهدة حجرية او مرمرية على قبره فقط فكيف تريد من قلبه أن يكون جذلا ومسرورا وقد ألبسته الأيام كل أزياء الأحزان وأنهمرت عيناه دمعا برحيل مراكب أحبته في كل مرافيء الوطن ومؤانئه القصية؟! هذا احتفالنا بعيد الأب!
 

free web counter