| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 22/6/ 2010


 

هل تصدق ناحية في ذي قار/ العراق فيها 32 نهرا ولا ماء صالح للشرب؟

عزيز الحافظ  

ليس هذا ضربا من الخيال العلمي او سيناريو لغز من الغاز رمضان القادم او سبقا صحفيا يدخل في جائزة بوليترز للصحافة ولمن لايعرف المرحوم بوليترز {جائزة بوليتزر Pulitzer Prize هي مجموعة من الجوائز والمنح تقدمها سنويا جامعة كولومبيا بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات الخدمة العامة والصحافة والآداب والموسيقى. تحظى هذه الجوائز، التي مولت في الأساس بمنحة من رائد الصحافة الأمريكي جوزيف بوليتزر بتقدير كبير، وتمنح في شهر مايو من كل عام منذ عام 1917. وتمنح جامعة كولومبيا الجوائز بتوصية من هيئة جوائز بوليتزر، المكونة من محكمين تعينهم الجامعة نفسها ويصل عدد الجوائز الممنوحة سنويا إلى واحد وعشرين جائزة، منها اربع عشرة جائزة قي مجال الصحافة، وست قي مجال الآداب، وواحدة قي الموسيقى، إضافة إلى أربع منح قي مجالات متعددة أخرى. } حتى لاتُصاب بالذهول والاندهاش وانت تقرا حيثيات الخبر المنطقة هي ناحية في محافظة ذي قار العراقية أسمها كرمة بني سعيد حيث سُميت الناحية باسم عشيرة بني سعيد لكونها اكبر القبائل في ذي قار من حيث مساحة الأرض وعدد السكان ولها امتدادات سكانية في العراق. وحسب إحصاء سنة 2010 عدد سكان الناحية بلغ 50 ألفا و350 نسمة يمتهن معظمهم الزراعة ولا اظن بمعلوماتي البسيطة توجد مدينة او ناحية فيها 32 نهرا بتسميات معروفة التوصيف طبعا عدا كرمة بني سعيد ولكنهم هنا غير سعداء البتة! السبب إن نعمة الماء الجاري في 32 نهرا لاتصلح للاستهلاك البشري! أولا ولا للاستهلاك الحيواني ثانيا! ولا للاستهلاك الزراعي ثالثا!! والسبب في هذه المياه الغزيرة بكميتها الشحيحة بفائدتها ارتفاع نسبة الملوحة فيها حيث نسبتها تتراوح بين 2600-3200 جزء بالمليون لذلك أستعملها الأهالي هناك فقط في الاستحمام! والتنظيف وطبعا غسل السيارات!و لاني لست خبيرا مائيا واعتمد على المذاق لوحده في شرب الماء تمنيت ان يقوم الخبراء العراقيين ببحوث جامعية او الاجانب وخاصة الجهد الهندسي الامريكي لمعالجة الموضوع فهل من المعقول ناحية كبيرة فيها 32 نهرا وماؤها جميعا غير صالح للاستخدام البشري والحيواني والزراعي إلا هنا! هل من المعقول لا توجد تقنيات حديثة ذرية او صديقة للبيئة او بدائية من عهد الانسان نياندرتال، لتنقية هذه المياه من نسب الملوحة؟ هل نترك هذه الأنهار تجري ونحن نتحسر على مياهها تهدر دون ان تكون عونا للبشر والثروة الحيوانية والزراعية؟ نعم عرفت ان وفدا عراقيا زار السويد مكونا من ثلاث وعشرون عضوا من بينهم اثنان من مستشاري رئاسة الوزراء؟ ومجلس محافظة وأمانة بغداد وعدد من مدراء ماء ومجاري بغداد وألانبار وواسط وكركوك إضافه الى القطاع الخاص وعدد من المغتربين العراقين في السويد من مندوبي الشركات السويديه وذوي الاختصاص في مجال تقنيات المياه وكانت الدعوه موجهة من قبل وزيرة التجارة الخارجيه ايفا بيولنن حيث من خلال الزياره عرض الجانب السويدي ما وصلت أليه السويد من تطور في مجال تنقية المياه واستعداد السويد بنقل هذه التكنلوجيا الى العراق للمساهمه في اعماره(ياريت مليار مرة) . وقام الوفد بزيارة عدد من الشركات ومشاريع تصفية مياه المجاري ومحطة أبحاث تطوير انتاج الغاز الحيوي من النفايات في استوكهولم وضمن الزياره الإطلاع على المدينه الصديقه للبيئه في أستوكهولم!. ونعم عرفت ان دائرة ماء ذي قار افتتحت قبل أيام مجمعات ماء بعدد اثنان فقط في الناحية ولكنه علاج لا يشفى غليل الكثافة السكانية هناك ويقال لك لم لا تنتعش في العراق أسواق بيع قناني الماء وعبواته؟! السنا نستورد مياه الروضتين مثلا الكويتية وهي من آبار لا انهار! الكويت الشقيق؟! بينما 32 نهرا جاريا في ناحية كرمة بني سعيد كافية لملء الأرض الذي قارية سعادة وحبورا،لمشاريع ماء صاف وزراعة متطورة وتصدير ومستقبل واعد تشغيلي للبطالة لو حللنا عقدة رياضيات تقليل نسب الملوحة ولكن في العراق الواقع مرير والتمنيات تهرب حتى من التسطير وإلا لو يقرأ أجنبي كائنا من كان هذه المقالة مترجمة؟ هل يصدق ناحية تشكو العطش بشريا وحيوانيا وزراعيا وفيها 32 نهرا جاريا؟!! سيقول !من عجائب القرن في العراق لم لا!
 

free web counter