| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 22/6/ 2010


 

نقل عوائل تسكن المقابر النجفية إلى منطقة مظلوم؟!

عزيز الحافظ  

لا نتفاخر ان في مصر لوحدها لكثافتها البشرية ، سكنا لعوائل في المقابر ففي العراق أيضا في السنوات الأخيرة بعد سقوط النظام السابق ظهرت اسطع هذه الظاهرة السكنية ل(الأحياء) بين مساكن صمت (الأموات)! نعم كان ممنوعا بالمطلقية ان يسكن المقابر (حي يرزق) وخاصة في اكبر مقبرة في العالم كله مقبرة النجف لأسباب كانت عند خلايا النظام تدخل في صنف الهروب من العدالة او اللصوصية او القرصنة البرية (التسليب) ولكن برزت هذه الظاهرة بعد السقوط حيث وجدت هذه العوائل ملاذا مجانيا بلا شاعرية الخضرة والماء طبعا فلا صخب ولا ضجيج ولا ضوضاء بل ولا كهرباء صمت مطبق! في البقع النزرة التي لم يلج تربتها جثة ميت وخاصة ان النظام السابق قام بشيء غريب جدا في الحياة المدنية بتوزيع سندات مسجلة بالطابو من 50 مترا للرفاق في المقبرة!! وصار يسيرا عليهم بيعها وارتفاع أثمانها ولكنها بعد السقوط وصلت كطابو الى سعر أربعة ملايين دينار للقطعة الواحدة!وتجد العديد من العوائل قد اشترى هذه الأرض وقام بتسييجها ووضع علامة دالة حيث في العراق لكل عشيرة او فخذ عشائري ،دفانا خاصا يعلم حتى موضع دفن الأجداد!!

الموت حرية الدوران دائما في العراق خاصة فلن يتوقف كما هي الولادات ومن شعائر الوطن عند شرائح مختلفة المذاهب عن الشيعة الدفن بجوار الخليفة الرابع علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ولكن ذلك لم يمنع العوائل الفقيرة والمتكسبة من حضور آهالي الموتى في المناسبات السنوية لموتاهم والأعياد ،ان يسترزقوا أما بتحضير أواني الماء او بإشعال الشموع او بقراءة القرآن معتمدين على هدية الواهب الحاضر لزيارة قبر أحبته.

لذا تنبهت لجنة حقوق الانسان في مجلس محافظة النجف لظاهرة السكن العشوائي ومن منطلق إنساني بحت وضمير يقظ توصل المجلس قبل أيام بتخصيص قطع أراضي مجانية لهذه العوائل الفقيرة وعددها الرسمي بسيط وهو ستة عوائل مع مبلغ متواضع للبناء لضمان تركهم المقبرة والمباشرة بالبناء مع وجود الطابوق النجفي المتميز الرخيص والمحلي التصنيع هناك. مبادرة طيبة جدا تنّم على فعالية المجلس ونظرته الحنونة للظواهر الإنسانية في الحياة اليومية للنجفيين في ظل أزمة سكن خانقة تطبّل لحلّها مع الرقص على أنغام الكهرباء ،كل حكومة في العراق!ولكن لا خطوات السكن ولا خطوات الكهرباء تحبو بل شاهدناها تصاب بشلل الأطفال! هل تعرفون ماذا صدمني بالخبر؟ ليس إلتفاتة المجلس الطيبة بل منطقة وهب الأراضي في النجف! أسمها مظلوم!! لماذا هذا الاسم لا اعلم! فهل من يترك المقابر يذهب للسكن في مظلوم النجفية لانه مظلوم حقا؟ تمنيت تغيير التسمية حتى لو بدون شاعرية التسميات للمدينة (مظلوم) لان رسوم الكآبة عند كتابتها وقراءتها تثير شغف الحزن نفسه! سمّوها بأي أسم أليس أسمها لوحده يقرض فرحة المنتقلين من المقابر أليها؟
 

free web counter