| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                                    الخميس 17/3/ 2010

 

نصب تذكاري للشهيد فيصل الخفاجي في الغراف‏

عزيز الحافظ

مع فردية الخبر الذي قرأت وبعد مرور سنة على الحالة التمدنية الوطنية السامدة التي قادت عراقي اصيل لإختيار الموت ومفارقة الوطن وعائلته واطفاله وبسماتهم ورحلة العمر المضنية الشاقة ودواكن اليتم المبكر لهم... كان من عطر الوفاء الوطني ،أن تذكر مدينة الغراف الغافية على نقاء النفوس ،على مشهد في يوم اذاري بارد الطقس حار النوعية الدافقة برسم الحزن بريشته لتكريم شهيد عراقي مجهول بنصب تمثال له في مدينته الغراف ولو بعد سنة على رحيله...

القصة أن الشهيد فيصل منشد حواس الخفاجي هو نقيب في الجيش العراقي كان في يوم الانتخابات في واجبه العسكري المعروف في بغداد ومنع بجسده الطاهر الطهور ، بهيمة من البهائم من الولوج للمركز الإنتخابي الذي يحميه فنثر بروحه العبقة ،عطرا لن يزول رحيقه أبدا وشذى ذو مذاق لايزول في ذاكرة الوطن وترك خلفه اطفاله امانة في عنق الوطن وهم بعمر الزهور فكانت لفتة من مجلس محافظة الناصرية الذي قام بتنفيذ الفكرة التخليدية التي هي متميزة في الوسط العشائري هناك واعطت دفقا حيويا لحالات التميزّ والجود بالنفس التي يجب ان يتم تخليدها في كل ذاكرة عبر الفن بكل اطيافه التشكيلية والنحتية والرسمية والتلفازية وحتى السينمائية ألم يكن للموناليزا بعد كل هذه السنوات ذاك الالق الذي لاينطفي من براقية الموهبة؟ فلم لايكون لنحاتينا ورسامينا تلك الحيوية الخالدة في مسار التاريخ الحديث؟ والقصص متوفرة والحالات الانسانية المؤثرة اكثر من حصة التموين المفقودة!

سيشعر الاطفال الثلاثة للشهيد فيصل بالفخر لموقف أبيهم وسيكونون في مدارسهم مدار حديث التلاميذ لسنوات وسنوات وسيخلد ذاك النصب البسيط ذكريات أبوهم كعشق وتمّيزفي معلقات الوطن المتدلية حزنا بعد حزن ولربط الموضوع قرات ان هناك مكتبا إعلاميا لشيخ خفاجة او امير قبيلة خفاجة فلم لم يكن لصدى هذه البطولة الفردية المتميزة ذاك الاعلان الصادق الصادح ببهائها؟ ألسنا في الوطن نبحث عن إضاءات وسط تلك العتمة التي تغلفّ نفوسنا المتشوقة لضياء ديمقراطي متكامل؟

هاهنا الضياء شهادة مجهولة وقبس من نور المجاهد بحياته فيصل الخفاجي محطة تستحق التوقف والفخر والإعتزاز بطينة كل عراقي وطني وهب الروح بنقاء.. للفضاء وألتحف جسده الارض يرويها بدمه الطهور الزكي ولكن بخيلاء الفرسان وبهاء الموقف الذي لن يُنسى.
 


 

free web counter