كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 17/6/ 2010

الغش الدوائي يقتل 28 عراقيا في ستة أشهر بمحافظة ديالى عزيز الحافظ   لكل محافظة في العراق ،خصوصية ما ،مرتكزة في ذاكرة ساكنيها أولا ومعروفة عند تقصي العراقي الغيور لتراث مدن وطنه على مرّ التاريخ القاسي الملامح. عندنا كعراقيين من المستحيل ان لا تكون محافظة البصرة هي أول محافظات العراق بكل شيء! اكبر محافظة نخيل في العالم! مع تحفظي على المقارنات اليوم..أكبر منتج للنفط في الوطن...أفقر محافظة عراقية..أكثر محافظات الوطن شهداء على مرّ العصور سابقها وحاليها..لان شهداء المحافظات الأخرى سقطوا أيضا على تربتها... ولا حاجة للتذكير بحربنا الضروس مع إيران وحرب عاصفة الصحراء والاحتلال الأخير الذي كانت أرضها المعطّاء ممر إجباريا للغزاة بعد الطغاة.. اليوم الحديث مدني بعد أن نسمع ما لا يُصدّق من الأخبار والأمراض والعجائب والغرائب نجد لها وجودا حيويا في كل العراق في كل محافظة من التلوث النووي واليورانيوم المنّضب والمخصّب إلى فضيحة دوائية جديدة هذه المرة تنال محافظة عزيزة هي ديالى! نعم اعترف كعراقي لا أكاديمي أننا لا نمتلك أية إحصائيات بيانية حقيقية في كل مفصل لا زراعي لا تجاري ولا صناعي ولا مهني ولا مجتمعي او أسري والسبب ان منظمات المجتمع المدني بعيدة جدا عن ضفاف اختصاصاتها وجهدها والرقابة الحكومية والشعبية أيضا في دورات سبات لا تتأثر بالفصول الأربعة.. ولكنك تسمع الخبر الصادق وناقوس خطره وجرس تنبيهه من أفواه صادقة هي تملك حقائق أبشع في التوصيف من غيرها لانها رحيق الحدث.. واليوم من مئات الأخبار كشفت الفاضلة إيمان اللامي رئيسة لجنة الخدمات العامة في مجلس محافظة ديالى وشخصيا لا اعرفها لا من قريب ولا بعيد سوى بالمهنية التي عرفت منها الخبر المنشور دون ان يلفت النظر لخطورته، كشفت عن تسجيل 28 حالة وفاة للنصف الاول من سنة 2011 في محافظة ديالى حصرا!! والسبب؟ الوفاة بتناول أدوية مغشوشة!! في القرن الحادي والعشرين تكون هكذا وفيات! كنا نسمع يحدث هذا في بعض قرى الهند مثلا القصّية عن الحضارة ولكن في ديالى؟ اقرب محافظات العراق لبغداد عاصمة العجائب والغرائب؟! من أين أتت الأدوية المغشوشة ؟ ومن روّج لها؟ وماهو دور نقابة الصيادلة فرع ديالى والفرع العام؟ وهل تم الشراء من ارض الاسواق المحلية (البسطيات) ام من صيدليات معروفة؟ هل تم التحقيق الطبي بالأمر؟ ام دفنوا الجثث ولا من شاف ولا من درى؟! ام تركوا الامر للمنازعات العشائرية؟ طبعا حتما في الضحايا رجال ونساء وأطفال وهنا تُسكب العبرات ؟ لم تصمت كل الأجهزة الحكومية على تمرير هكذا خبر مؤلم ومؤذي ومتعلق بحياة بشرية تّزهق جزافا؟! يعني 28 مظلوم دوائيا ب6 أشهر ما يقارب 5 حالات وفاة شهريا!! معدل عالي وقد يتكرر دون رادع طبي حكومي او من مجلس المحافظة التي أشتهرت بتعايشها المذهبي والعرقي مئات السنين. علما هذه إحصائيات المستشفيات الحكومية فقط! فقد يكون هناك وفيات لم تصل للمستشفى ابدا بسبب هذه الادوية المغشوشة أو المنتهية الصلاحية مع العلم تم غلق العديد من الصيدليات التي تتعامل! بهذه الادوية. أليس من المهم: 1. تحديد جهات الاستيراد والمناشيء وإقامة دعاوي حتى دولية على دولة المنشأ؟ 2. تشكيل لجنة تحقيقية طبية حكومية لتحديد التقصيرات. 3. مراقبة دوائية للمخزون الدوائي الحالي وتحديد نوعية الأدوية المغشوشة وتوعية الناس بخطر استعمالها وخاصة بعد تحديد انها صينية وعراقية. 4. وضع ضوابط قاسية جدا للاستيراد الدوائي لمنع تكرار هذه النكبات البشرية