| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

                                                                             الخميس 17/5/ 2012

 

بلد السواد والنهرين يستورد الطماطة من بلدان بلا سواد ولا نهرين

عزيز الحافظ    

يعلم أغلب العراقيين ان بلدهم إسمها أرض السواد [لخصوبه ارضه الزراعية] أو [بسبب كثافة الزراعة] أو[نتيجة لكثرة أشجار النخيل وشدة اخضرارها .. وكثافة زرعه والأخضر عند العرب يأتي بمعنى الأسود عند العرب]

وقبل الولوج في مبررات التسمية التاريخية والخوف من مقارنتها بالحال الزمني العراق من كثرة إتشاح السواد القماشي في ذاكرة الرؤية المجتمعية العراقية وهي عبارة عن لافتات سوداء فيها تعزية بموت على سبيل الإعلان ،اتسمت حقبة الحرب مع إيران ثم حقبة الحصار الديناصورية ثم مرحلة دخول القوات الإمريكية ثم القتل الطائفي المقيت ثم قتلى الإرهاب الاعمى اليومي لسنوات قاضما الالاف وقاصما ظهر العوائل الكريمة ليكون ملبسهم أسودا وعيشتهم بنفس الطول الموجي للاسف نعم قفزت ظاهرة إجتماعية بالإعلان عن الوفيات بقطع قماش أبيض ليس موضوع المقالة. لماذا بلد السواد؟كل هذه المقدمة لموضوع غذائي؟ ولكن من يهتم للغذاء الامني أو الإمن الغذائي؟ من هي الجهة التي تسهر ليل ونهار تفكر بغذاء الناس؟ ستجد مئات الإجوبة ولكنك في حسابات البيدر لاتجد للحقل وجود؟!

مع يقيني إن الحديث عن الزراعة في العراق هذه الإيام أشبه بحالة البطر لان غيوما ملّبدة في سماء الساحة العراقية تُنبيء عن تفاعلات سياسية لامُنتظرة التوقّع والتحسّب والحدس لا الحسدْ! لإنها ليست عن حالة الطقس والإنواء الجوية يُلقيها مذيع كتكملة لنشرة أخبار رتيبة...بل غلّفت الحالة المضطربة في واقعهم مرارات في نفس أغلب العراقيين لإن مشهدهم السياسي لم يصل النقاء المطلوب نصفه أو ربعه في الوقت الحاضر لتسكين النفوس التي لم تجد ملاذا للسكينة مع الإسف. لذا عندما اتكلم عن الزراعة أو عن الطماطة التي لايخلو منها مطبخا عراقيا يكون هذا الحديث أقرب للامبالاة أن يُورد في مقالة بينما مطابخ السياسة العراقية يقتنصها الغليان واقسى درجات الحرارة! مع الخوف من صبغتها الحمراء ..ورد إن كلية الزراعة في الديوانية، أفقر محافظات الوطن على مقياس ريختر للفقر ،أقامت معرضاً زراعياً لآخر المبتكرات العلمية والتكنولوجية في مجال الزراعة والثروة الحيوانية بمشاركة وزارات الزراعة والموارد المائية والبيئة والعلوم العراقية، المعرض شهد عرض التجارب الزراعية التي أثبتت نجاح استخدام صنوف جديدة مهجنة من البذور للمحاصيل الإستراتيجية ومكائن حديثة، وأساليب علمية في الري، ما يعد دعوة وتشجيعا للفلاحين والمزارعين إلى استخدام هذه الطرق"، والجميل إعلاميا وجود معرضا للكتاب الزراعي ضم نحو ثلاثة آلاف عنوان وعرض لأبقار تم تهجينها ومهور عربية أصيلة ومنتجات البيوت الزراعية المحمية في الديوانية التي تبعد(180 كم جنوب بغداد)، وهي من المحافظات الزراعية المهمة في العراق حيث تبلغ المساحات الزراعية فيها نحو ثلاثة ملايين و268 ألف دونم، منها مليون و420 ألف دونم صالحة للزراعة.وهذا الإيراد الإستدلالي هو لمعرفة كيف إننا نهتم نظريا ونغفل عمليا قوت الشعب الذي تعلّم الإستيراد الزراعي في كل موسم وهنا ألج لذكر سيدة المائدة الطماطة حيث نسينا وجود طماطة عراقية من المعروض السلعي الإستيرادي في الاسواق! الفا دينار عراقي سعر الكغم منها؟ ونحن بلد دجلة والفرات ؟ هل نصدّق أن المملكة الأردنية تصدر 1000 طن من الخضار إلى العراق يوميا !! تشكل البندورة ( الطماطة ) أبرز الأصناف المصدرة إلىنا؟ يعلم الكثيرون من العراقيين كانوا يعرفون عن تراثهم الوطني ان العراق بلد السواد.. اكرر ليس هذا تلميحا او تصريحا بسواد اللافتات التي أشتهر العراقي بكتابتها وتعليقها في الشوارع لدلالات العزاء بوفيات مجتمعية وخاصة مع حصاد الإرواح المعروف منذ الحرب مع إيران ثم ماحصده الحصار ثم دخول القوات الإمريكية ثم القتل الطائفي ثم قتلى الارهاب الاعمى لتكون صفة السوداوية معلّقة أكثر بالعراقيين مع تنوع ظاهر للعيان بكتابة الوفاة على لافتة بيضاء؟! لاأدخل بتفاصيل الالم فقط رايت في سنوات النظام الممحوق تجربة زراعية انضمرت؟ إندثرت؟..أن الصحراء بين كربلاء والنجف وبمياه جوفية للسقي كانت تدّر على كل الوطن طماطما ذات طعم خاص بمئات المزارع وبتكنلوجيا بدائية التصنيع المحلي وشغلّت الالاف من العاطلين في محافظات الجنوب ولكن اليوم؟ مع كل التكنلوجيا الزراعية المتطورة المتاحة اهليا وحكوميا يوجد بطر زراعي..يوجد إهمال.. يوجد تسهيل للاستيراد الغذائي بغرابة مستحيلة التصديق دون حماية المنتوج الوطني والتشجيع على ديمومته كإمن غذائي على الاقل ولكن دون جدوى! ليس هذا تسطيرا للالم بل تسطير لواقع مرير في كل جوانب الحياة الاجتماعية للعراقي فمن يهتم ويناقش ويعيد الهيبة للزراعة التنموية في العراق ونحن نستورد الطماطم من دول الجوار؟
اترك الإجابة لصمتي وفطنتكم.

 

free web counter