| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز الحافظ
 

 

 

 

الخميس 13/1/ 2010

 

فوضى وهدر في إستيراد السيارات للعراقيين

عزيز الحافظ

بعد ان أجتزنا الصدمة تلو الصدمة فور سقوط النظام من إقتناء ما كان الشعب محروما من نيله ،كان من ابرز فوضويات المرحلة هو الإستيراد العشوائي لمخلفات السيارات من موديلات بائسة كان العراقي الحائز يراها قمة التمني والخيلاء!
فهو يقارنها بما تيسر من تجربته بالسيارات: اللادا والمسكوفج والفيات والدوج والكابرس ناهيك عن ترف وتبختر السيارات اليابانية... ، التي قارعت معه ضنك الحياة الكبير وهو يقوم بتحويرات لو وثقناها بكتيب لكانت مرجعا فنيا خالدا على براعة العقل الفني العراقي في مجال الإبداع في التحوير والابتكار والتطوير وما نعرفه بالعراق الترهيم! وبعد هذه الفوضى امتص الناس صدمتها النفسية تنبهت الحكومات المتعاقبة الى سوء إدارة هذا الملف الحيوي ناهيك عن تلكوء المرور لاسباب عديدة عن التسجيل النهائي لسبع سنوات متوالية فاسحا المجال لالاف السيارات للقدوم لمقبرة الوطن الاستخدامية !وإنتظار معامل للارقام فمنعت الدولة الاستيراد العشوائي عدا موديل آخر سنتين . من ذلك اليوم تجد المئات او الالاف الذين يستطيعون بيسر وسهولة إستيراد سيارة ب28 ألف دولار مثلا! مع إن اسعار السيارات العالمية في ركود وإنخفاض إلأ إن سوق السيارات العراقي بقي ناهضا وخاصة للاستيرادات العالية الثمن للموديلات الحديثة. حصل تطور بسيط عندما تدخلت الشركة العامة للسيارات بالدخول في منافسات الاستيراد المباشر من بلد المنشأ بلا وسيط ولكن هذه المرة لم تلجأ للمناشيء التي تعودت الذائقية العراقية فرز جودتها المجرّبة مثل المنشأ الياباني والإيطالي والروسي والامريكي الامبريالي! فلجأت الشركة ولا احب تسييس الاستيراد مهما أعطت صورته كذلك،لجأت للمناشيء البديلية التصنيع كإيران وماليزيا والصين لتُغرق السوق بها رغم إن جودتها بحاجة لزمن للاستقصاء والحكم.

لا اريد ان امدح وأذّم هذه السيارات لأعطي إنطباعا عدائيا أو إشادة مجانية لدولة الإستيراد ولكن هل إن إيطاليا مثلا وهي دولة شاركت بالتحالف غير مستعدة لكي تكون كل شركة فيات التي تُعاني ركودا من أثر الأزمة الاقتصادية العالمية في خدمة الإستيراد الحكومي العراقي؟ لم يجرّب أحدا ذلك؟ كذلك الشركات الكورية التي سياراتها تنافس بجودتها شركات عالمية ؟ كذلك الشركات الفرنسية كرينو وبيجو والتي سياراتها وموديلاتها مرغوبة للسمعة الطيبة في نفوس المستذوق العراقي. أسعار السيارات الإيرانية عالية رغم ان موديلاتها حديثة ولكن لازالت في العراق مُقتنيات للسيارات شاهدت بعضها في الموصل الحدباء شوفرليت موديل 1957 و1955 وكأنها طاووس بمسيرها الشوارعي! بل تأملت دواخلها لأجد ذلك التنجيد ذو الضغط العالي وتحويرات كبرى في كل شيء بل بعضها فيه تبريد! مع اناقة متميزة بالسمكرة والصبغ بدرجة تُسّر الناظرين بل وتلوي اعناقهم حتى يغيب الطاووس عن الأنظار!
لماذا لا يكون للعراق خط تصنيعي للسيارات ؟ الا يمكن تؤامة الشركة العامة لصناعة السيارات في الاسكندرية مع شركة فيات أو رينو أو هوندا أو تويوتا وغيرها التي تقبل مشاركتنا حتى لو بالرضاعة ! وبشكل إستثماري بطريقة تجارية نفعية بدل هدر ملايين الدولارات على الإستيراد الفوضوي اللامدروس. كم ألف خبير ومهندس وفني سيتم تشغيله في هكذا مشروع ؟ كم شركة من شركات التصنيع العسكري المتوقفة والمُلغاة تستطيع ان تشارك بكادرها المُعّطل في هذا الجهد ؟ ربما لم يفكر بالموضوع أحد وربما الوجه الآخر من فكّر، ألقمته الفوائد الفوضوية الإستيرادية حجرا مدولارا فسكت!!

نستطيع ان نصنّع سيارات تناسب بيئتنا وشوارعنا التي تبحث اليونسكو فيها محتارة عن أقدم (طسّة) لتٌسجلها في حفظ التراث العالمي..! فالعراقي المستفيد يريد سيارة متينة 4 سلندر بسيطة المحرك متينة اجهزة التعليق لتحتمل وتتحمل ضراوة شوارعنا المتجعدة المسارات والمطبات الأثرية وتبريد وتدفئة هذا الطلب العام .

فالعراقي يكره في الترف التصنيعي الحالي صعوبة الخرائط الكهربائية والعقول المخصصة للكير بوكس والستيرن بوكس وانظمة حقن الوقود وغيرها كما يمكن تصنيع انواع من السيارات الإنتاجية والحقلية وباصات النقل الداخلي والدولي كشركات فولفو او سكانيا او دعم المزارعين بسيارات البيك آب ذات الدفع الرباعي بدل سيارات البالات وليكون التصليح تخصصي والاستيراد نوعي بدل جلب مليون سيارة قديمة بالات او فاشلة الصنع لتكون فيها التجربة ليست اكبر برهان. ثم سيأتي موضوع دعم الموظفين بالتقسيط المريح المبرمج ليثير اللغط من جودة ما معروض وزهو أسعاره وهو يحتاج لوحده لرؤية تحليلية مدروسة.

ليست لدينا سياسية إستيرادية مهما كانت الافواه تلوك بالكلمة ولكن المؤلم ان المناصب تصنع وتملأ شاغليها وليس العكس لتتحول الفوضى الإستيرادية ألى فوائد دولارية تنال حتى بائع قناني الماء المستوردة لبلاد الرافدين في مناطقنا الحدودية وهو يرى زهو السيارات الجديدة يدخل وطننا منتفعين بها نُخبات فيها وخفايا واسأل لماذا لا نأخذ السيارات من النبع ونستورد من السواقي؟!

يوجد إنْ؟! أنا ضعيف باللغويات القواعدية التشكيكية


 

free web counter