| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل حبة

adelmhaba@yahoo.co.uk

 

 

 

 

 

 

 

طوبى للعراق، ثامن عجائب الدنيا


 
عادل حبه

 شاركت في الزلزال العراقي شأني شأن كل احبائي من بنات وابناء الرافدين في يوم الاحد العظيم، يوم اول انتخابات حرة وديمقراطية في وادي الخير والفراتين وارض السواد والجبل وبأنفعال غريب وعميق. ماذا أسمي هذا اليوم؟ هل هو يوم عيد ضحايا الانفال والاسلحة الكيمياوية والقبور الجماعية والمغدورين من كل اطياف العراق الجميل؟ ام انه عيد الثكالا من حبيباتنا العراقيات ممن فقدن فلذات الاكباد والزوج الحبيب والبنات والامهات اللا تي تحملن تبعات الطغيان والبطش والحروب العبثية لحكم الاستبداد المنبوذ. نعم انه يوم كل نفس وئدت بدون ذنب، فقد كانت ارواح كل شهداء العراق من كل الاطياف ترفرف فوق صناديق الاقتراح لتحثهم على المزيد من التحدي وقهر فلول البطش وغربان الظلامية وتطرف دين قطع الرقاب ونهب العباد وامراء الموت والرذيلة.
انه يوم عجيب يستحق ان يدرج في قائمة عجائب الدنيا ليصبح العراق ثامن عجائب الدنيا. ان التحدي كان كبيراً، فالصحافة والفضائيات المرتبطة بأساطين الارهاب وفلول النظام المنهار شمروا عن ساعدهم ليشنوا اعنف حملة ضد امل كل العراقيين بإجراء الانتخابات في الموعد المحدد. وقامت الفضائيات المعروفة بميولها الارهابية باستضافة شخصيات تحتكر "التحليل الستراتيتجي" في حين انها لا تستطع تتلفظ اسم المدن والبلدات العراقية الى جانب شخوص هاربة من قبضة الشعب بائسة مفلسة من نظام القبور الجماعية في مسعى لبذر بذور الشك ضد الانتخابات. وراح بعض اعضاء "جمعية كوبونات النفط المتحدة" يطلون بطلعاتهم الكريهة على شاشات التلفزيون ليتوعدوا العراقيين بالويل والثبور من المشاركة في الانتخابات جراء انقطاع هذه الكوبونات. وتسابقت هذه الفضائيات باستضافة "خبراء" مفاليس كانت قدمهم اليمنى في حضن البعث الدامي ومخابراته وسفاراته في الخارج وقدمهم اليسرى في صفوف المعارضة زوراً لكي ينقلوا ما يدور في اروقتها الى مصنع الجريمة في قصور صدام. اما قلة ممن تركت صفوف هذه الزمرة المجرمة في السنوات الاخيرة فقد اعادها الحنين مرة اخرى الى اجواء البطش والتزوير، ليتكاتفوا جميعاً بالتشكيك في الانتخابات وبالحاق الاذى بابناء جلدتهم دون اعتبار لما قدمه الوطن لهم ولامثالهم من فرص وامكانيات على قاعدة "وما جزاء الاحسان الا بالغدر والعوق".اما انصار الرذيلة والتفخيخ والتطرف الديني والطائفي وجيوش الشياطين القادمون من وراء الحدود فقد تعالا زعيقهم وانتشرت رسائلهم العنترية علي شبكات البريد الالكتروني متوعدين العراقيين بتحويل عرسهم الى جهنم ومجازر!!.
وبالرغم من تصعيد فلول الحكم السابق والغرباء الارهابيين من حملاتهم قبيل الانتخابات بهدف ترويع الشعب وحرمانه من المشاركة في الانتخابات الا ان كل محاولاتهم ادت الى ردود فعل معاكسة. فخلافاً لكل الادعاءات حول مقاطعة العراقيين السنة للانتخابات، و هي مفردة طائفية اضيق ذرعاً في اسماعهاها شأنها شأن مفردة الطائفة الشيعية، الا ان عدد المرشحين من ابناء هذه الطائفة قد فاق تهريج الفضائيات ليصل الى 40% من المرشحين على مختلف القوائم المطروحة. كما ان اعداداً كبيرة من ابناء الطائفة ادركوا لعبة فلول النظام والمتطرفين الغرباء وانصارهم من العراقيين الساعين الى اقامة حكم ظلامي دموي في العراق وراح ائمة اجلاء من ائمة الطائفة السنية الى الدعوة للمشاركة في الانتخابات بفعالية كما جاء على لسان الشيخ مؤيد الاعظمي امام جامع ابي حنيفة النعمان. وهذا امر طبيعي فمن غير المعقول ان يستسلم ابناء الاعظمية التي قدمت رجال تنوير وعلم وفن وادب مثل عبد الفتاح ابراهيم وزكي بسيم وكامل الجادرجي وجواد سليم وحافظ الدروبي ومحمد بهجة الاثري لزمر اجرامية وفلول نظام امعن في سحق الشعب. كما انه من غير المعقول ان يستجيب هؤلاء لعناصر التخلف القادمة من وراء الحدود او من البلدات المتخلفة في العراق وهم في قلب العاصمة الحبيبة بغداد حيث تربوا على قيم لا يجمعها جامع مع قيم التخلف في مناطق نائية كالعوجة والقائم على سبيل المثال. ونفس الامر ينطبق على حدباء العراق مدينة الموصل، مدينة عمالقة الصنايعيين العراقيين والفن والادب والطرب وحاضنة كل ذلك التاريخ العميق في قدمه ومعانيه، المدينة التي انجبت الفنان الكبير يحيى ق والروائي الرائع ذو النون ايوب والشهيد كامل قزانجي والكاتب الجليل عبد الغني الملاح. يجب ان لا ينسى العراقيون ان مدناً وبلدات في غرب الوطن العزيز هي التي انجبت قوافل من مؤسسي حركة التنوير والديمقراطية في بلادنا، ان شعبنا لا ينسى ذكرى المرحوم عزيز شريف والشهيد عبد الرحيم شريف والشهيد توفيق منير والشهيد جلال الاوقاتي والشهيد ممدوح الالوسي والشهيد عاكف حمودي والمرحوم الطيب الذكر ثابت حبيب العاني والكاتب والسياسي البارز المرحوم عامر عبدالله والشخصية الجليلة واحد رواد التنوير في بلادنا المحامي سالم عبيد النعمان اطال الله في عمره والكتورة العزيزة نزيهة الدليمي اول وزيرة في العراق والعالم العربي اطال الله في عمرها ومنحها كل الصحة والعافية. نعم ان مدناً كهذه لا يمكن ان تستكين وتخضع لسحب الظلام وقطع الاعناق ونظام الامارات المشين وستنفض عنها غيار التطرف والدمار. ويجب اعادة كتابة تاريخها بعد تزويره وافساده من قبل النظام المنهار وابراز تاريخها النير.
لقد تحدى العراقيون كل طابور الشر وراح الزوج يحتضن الزوجة والاطفال للذهاب مشياً على الاقدام للتعبير عن هذا التحدي رغم قرقعة عبوات وهاونات فلول الشر في سمفونية فريدة لم يشهدها العالم، هذا العالم الذي كان اما متردداً في امكانية نجاح العملية الانتخابية او يتمنى فشلها. وبذلك سطر العراقيون معجزة جديدة الى جانب مأثرتهم في بناء الجنائن المعلقة، اي معجزة انجاح الانتخابات ليستحق العراق لقب بلاد العجائب. اننا امام مرحلة لا حقة اكثر مسؤولية منا الخطوة تتمثل في بناء دستور ةمنظومة حقوقية تتصف بالعصرنة بعيداً عن التطرف الديني او العنصري او الطائفي مما يضمن استقرار حقيقي لهذا البلد المظلوم. ان اي شعار يمس حقوق الآخرين يجب ابطاله والقبول بالتوازن المطلوب في يلد متعدد الالوان بغض النظر عن مدى تمتع هذا الطرف او ذاك بهذا القدر او ذاك من الاصوات. ان الجميع يشترك في السعي لبناء البلد بعيداً عن الشعارات الفضفاضة والتصريحات العنترية والطائفية البغيضة التي غرسها صدام وزمرته ومن اجل انجاز المهمة الامنية التي بدأها وضحى من ابنائنا رجل الشرطة (ابو اسماعيل) والجندي العراقي (ابو خليل) الشجعان الذين قدموا الكثير لنا ولاولادنا والاجيال القادمة ولارساء اسس العراق الديمقراطي المسالم. لنبني عراق الود اياً كانت نتائج هذه القائمة او تلك فلا احد يستطيع احتكار الحقيقة، فالجميع يجب ان يحس بالانتماء لبهذا الوطن وهم جميعاً مسؤولون عن ادارته وازدهاره.