| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عامر حنا متي حداد

amirhaddad@hotmail.de

 

 

 

الأحد 8/2/ 2009



قصص قصيرة جدا

عامر حنا حداد
amirhaddad@hotmail.de

... جملة ملغزة...
...............طرقت الباب حتى...... كل متني ، فلما .........كل متني......... كلمتني...
الهامش/...... كل= تعب
متني= جزء ومنطقة فوق ساعد اليد......................................

... درجة القرابة...
...سأل القاضي المتهم ...عرفنا بنفسك ، ......من تكون؟
اجابه المتهم...ياقاضي تها ...امراءة تزوجتها....هي ولدتني .............وانا ولدتها....فهل عرفتني ياسيادة القاضي..؟

..هو...وهي..
قبل الخطوبة..... كان يتكلم بكل هدوء وروية... وهي تسمعه وكلها اذان صاغية...بعد الخطوبة...... كانت هي التي تتكلم.. وهو يسمعها..بعد الزواج....اخذ كل منهما يتكلمان سوية وبصوت عالي............. والجيران واهل الحارة يسمعون

... جواز سفر...
غادر بلده ومسقط راسه مرغما بعد ان استعرت نار الحرب الاهلية فيه،... طالبا الامن والامان في احدى الدول الاوروبية..... وبجواز سفره القديم الاخضر القاتم اللون والذي كان مذيل بعبارة / مسموح له بالسفر الى كافة دول العالم عدا اسرائيل/،.......ليس خوفا عليه بل خوفا منه.....................تم قبول طلبه كلاجيء إنساني وزود بجواز سفر سياحي ازرق اللون مذيل بعبارة/ مسموح له بالسفر الى كافة انحاء العالم عدا العراق....... ليس خوفا منه بل خوفا عليه

... المكان...
يقال إن ثعلبا ماكرا مر بجوارجبل حجري شاهق ووعر وسريع الانحدار وعلى سفحه كانت تربض عنزة برية تصرخ وتلعن وتتوعد الثعلب الامعط بالويل والثبور إذا تجرأ بالصعود إليها...مما ادى بالثعلب المشهود بدهائه ان اوقف سيره للرد...اسمعي ايتها العنزة الخرقاء...ليس انتي من ينهرني ويشتمني ويهددني بل مكانك العصي والصعب الوصول اليه وانت تعلمين وتدركين ذلك جيدا...فلو تجرأت ونزلت الى مكاني...لجعلت من لسانك الطويل واللاذع حبل مشنقة يلتف حول رقبتك الجرباء وقطعتك..اربا...اربا

... طرفة...
ارسلوه اهله واقربائه من تركيا للدراسة في احدى الجامعات الالمانية المتطورة والمستحدثة..وبعد مرور قرابة نصف قرن في الغربة والمهجر ،.....عاد الى وطنه لزيارة الأهل والاقارب مع زوجته الالمانية واولاده الثلاثة...حينئذ سألوه ،نظن انك الآن بليغ في اللغة الألمانية؟..فأعتلت ابتسامة باهته على شفتيه واجاب بغصة في بلعومه...إن زوجتي واولادي تعلموا مني اللغة التركية واتقنوها جيدا،بينما انا لا استطيع تركيب جملة مفيدة باللغة الالمانية لحد الآن
... فضحكوا جميعا على هذه النكته الظريفة....

... الصدمة...
...قتل والده والمعيل الوحيد لأسرته اثر انفجار عبوة ناسفة في حافلة كان يقلها وسط بغداد إثناء عودته من العمل ...وعند مراسيم الدفن في المقبرة اخذ بالبكاء والصياح والعويل ويمزق ثيابه ويضرب رأسه على التابوت للمصاب الأليم الذي اصاب عائلته،........بينما اخاه المهاجر الى سوريا اقام فاتحة على روح والده في احد جوامع  العاصمة دمشق ،............والأخر المقيم في اليونان جمع اقاربه واصدقاؤه وجمعهم في شقته لقراءة سورة الفاتحة وآيات من المصحف الكريم ،............والأخ الاكبر المغترب في امريكا اخذ افراد عائلته جميعا بعد ابلاغهم بالخبر الحزين لوفاة الجد،وذهب معهم الى احدى صالات السينما لمشاهدة فلم اجتماعي رومانسي حزين وكئيب....

... المجنون...
..بعد علاجه المستمر والمنتظم والايجابي ، لشفائه من الامراض العصبية والنفسية العديدة والتي كان يعاني منها ردحا من الزمن..تشكلت لجنة طبية خاصة من الكادر العامل في مستشفى المجانين في بغداد... الشماعية..واجتمعت به لطرح العديد من الاسئلة المختارة للنظر في امكانية اطلاق سراحه دون قيد او شرط يذكر،فأجاب على غالبية الاسئلة بصورة طبيعية ومنطقية،وقبل ان يختم رئيس اللجنة اللقاء سأله إذا كان لديه سؤال او استفسار؟ فاجاب نعم...واردف متسائلا ؟ بالله عليك يادكتور قل لي ما هو وجه التشابه او التقارب بالاحرى درجة القرابة بين ما يسمى اوروزدي باك (
اسواق مركزية آنذاك) وبين سلمان.....باك (طاق كسرى،اثار فارسية قديمة/طيسفون/شرق بغداد وتسمى المدائن)

... صفاقة...وفصاحة...
تم تنسيبه لألقاء محاضرات لتعليم اللغة في المركز الثقافي الفرنسي في بغداد ، وذلك لتأثره بحضارة وادي الرافدين وولعه بالفلكلور والادب العربي ، وفي المحاضرة الاولى والمسماة/ حفلةالتعارف/، كتب اسمه الثلاثي على اللوحة/ السبورة بالطبشور الابيض...معرفا شخصه وسيرته الذاتية للحضور بصورة مختصرة...وبعد برهة من الزمن امطروه بوابل من الألفاظ والمصطلحات الدونية والسوقية الهابطة بالاضافة الى الكلمات الشرزاء في اللغة العربية سواء الفصحى ام بالعامية العراقية الدارجة وهو يطأطأ رأسه ويردهم بابتسامة/مرسي بوكو..شكراجزيلا/وقبل انتهاء مدة الحصة...استأذنهم وبكل خلق وادب وكياسة للرد عليهم حيث قال باللغة العربية..اخواني واخواتي الأعزاء..اشكركم جزيل الشكرعلى هذا الاستقبال الرائع والمهيب وانما يدل على عمق مشاعركم واحاسيسكم الصادقة لتعلم اللغة الفرنسية وشهامتكم العربية في احترام واكرام الضيف....اجتاحت فترة من الصمت الرهيب في القاعة الدراسية...كصمت الحملان التي تساق الى حتفها لنحرها وذبحها ولقاء طريقها المحتوم...بعد معرفتهم بقدراته وادراكه واتقانه اللغة العربية الجميلة و و و و و .....وبفصاحة


 

free web counter