| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

عامر حنا متي حداد

amirhaddad@hotmail.de

 

 

 

 

 

الخميس 2/10/ 2008



قصة قصيرة

الصقر العربي الحزين

عامر حنا حداد
amirhaddad@hotmail.de

أردت تهنئته بمناسبة عيد الفطر المبارك السعيد وان يعيده الله عليه باليمن والبركة ، ولكن كان ليس كعادته المعروفة والمألوفة أو كبقية أصدقائه وأقاربه ! اٍذ رأيته حزينا ، عبوسا وكئيبا ولولا هطول المطر الناعم ورداءة وبرودة الطقس في مدينة برلين ، لتراءى للناس أنه يبكي من شدة الألم والغربة والعزلة ، ولكن بعد هنيهة من الوقت والشد على أزره ورفع معنوياته ، بدأنا بكلام ذو شجون....
وأخيرا خرجت ألابتسامة الحلوة من بين شفتيه لتظهر أسنانه الطبيعية الناصعة البياض ، ولكن الابتسامة كانت ناقصة نوعا ما وفيها قليل من الغصة في البلعوم أثناء كلامه الهاديء والموزون ، فأراد أن يفصح عن ما بداخله من خلجات وأرهاصات فكرية وضغط نفسي يومي والقلق والوسواس الذي يوسوس في قلوب الناس !
فأخذ بالكلام عن ما وصله الانسان المعاصر من العلم والمعرفة والابحاث التكنولوجية الحديثة والمتطورة وكنتيجة حتمية للأشتقاقات الأيجابية من الأيات الدينية العديدة والمذكورة في الكتب السماوية كافة (العهد القديم - التوراة - والعهد الجديد (الأنجيل المقدس) - المصحف الكريم (القرآن) ) ، ثم دعم قوله بأعجوبة الخالق في خلقه للكون ، وتقسيمه الزمني الدقيق بحيث جعل لليوم 24 ساعة وقارن الرقم بجمعه لكافة الاحرف المكونة لكلمات الشهادة في الدين الاسلامي ( لا إله اٍلا الله محمد رسول الله ) لكان حاصل جمع مجموعها الجبري = 24 أيضا ، ثم أستمر في طرحه لوجهة نظره الدينية بأضافة الرقم (24000 مرة) يشهق ويزفر الانسان أثناء عملية التنفس الطبيعية يوميا!

بعدها جاء دوري في الحديث فذكرت له قصة رجل الألفية للقرن الماضي ، الأمريكي والعبقري المخترع ( توماس أديسون ) حيث أطفأت الولايات المتحدة الامريكية مصابيحها الليلية كافة وعاشوا في الظلمة لوفاته في يوم 31 أكتوبر 1931م .... حيث كان صغير الجسد وضخم الجثة منذ صغره وبمقولته المشهورة بعد أكتشافه المصباح الكهربائي الذي نوّر فيه العالم أجمع ، اٍن أمي هي التي صنعتني ، لأنها كانت تحترمني وتثق بي ، أشعرتني أنني أهم شخص في الوجود فأصبح وجودي ضروريا من أجلها .....
بعدها لاحظت على تقاطيع وجهه البارزة نوع من الارتباك وعدم الرضا !
فأجابني بكلمة : نعم يا صديقي أمريكا تربي وتنتج الابطال والعباقرة والعظام من البشر في العالم......وكيف لا ؟
وأردف قائلا : تبحث وتستغل الاخطاء المرتكبة في أصقاع العالم كافة ! ( ومن أخطائهم نستفيد ) فكيف بالاحرى تهجم وتدمر البنايتين الناطحتين للسحاب مركز التجارة العالمي في قلب مدينة نيويورك ! ولا تستغلها فورا في أحتلال الدولتين الكبيرتين الغنيتين بالنفط والغاز الطبيعيين ( أفغانستان والعراق ) بحجج واهية وغير مقنعة ! فما هو رأيك في هذه التجارة اللاأنسانية الرابحة .....
وأستمر في حديثه الممتع بقوله : حيث اٍن كلمة تاجر في اللغة العربية الفصحى والجميلة لها معانيها الانسانية الرائعة بعد شرح مدلولات الاحرف المكونة لهذه الكلمة والتي لا يقدر ثمنها بكنوز الدنيا كافة وكالأتي ( ت = تقي أ = أمين ، ج = جريء ، ر = رؤوف ) .
فقلت له  مازحا : ... لكل زمان دولة ورجال...ودوام الحال من المحال ...وكل عام والكل بخير ....والى الملتقى



برلين


 

free web counter