| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

عامر حنا متي حداد

amirhaddad@hotmail.de

 

 

الأربعاء 27/5/ 2009



قصص قصـــــيرة جـــدا

عامر حنا متي حداد

...الـــواعظ...
سأله الجمع المتجمهر وهو يوعظهم عن المعنى الحقيقي ل(الأخطاء)؟ ، فأجابهم وبإختصار شديد جدا :
أ - اخـبارية تعطــينا فكرة استرجاعية عن حياتنا
ل - لحـظات توقف تجعلنا نعيد التفكـير ونقـيمه
أ - اشارات لتوجيهنا حيث الصواب
خ - خـبرات واختبارات تدفعـنا نحـو نضج اكبر
ط - طرقات على ابواب حياتنا لنستيقظ ونعي
أ - ادوات نستخدمها للنجاح وفي الفرصة القادمة
ء - إخطارات عن نمـــونا وتقدمــنا

... مـرارة الأنتقـــام...
ادانتــه المحكمــة الجنائية لالمانيا الاتحادية بعــلاج الأصــبع الوسطى للمُعتدى عليه بعــد لويها وكسرها ، في إحدى المستشفيات وعلى حسابه الخاص ، وسجن لمدة 6 اشهر مع وقف التنفيذ كإجراء روتيني للحـق العام ـ وذلك اثر مشادة كلامــية اثــناء حادث سير بين المغترب العربي (المعتدي) والسائق الألماني ، والذي تطور الجدال والنقاش الحاد الى قيام الألماني بالأشارة وباصبعــه الوسطى ، وهذه إشارة غير خلقية واخلاقية توجه الى الخصم كدلالة كونه شاذ جنسيا (المثلية الجنسية)....وبعــد الأنتهــاء من قراءة الحكــم الصادر من المحكمة ، سأل القاضي المختص المغترب العربي سؤالا اخيرا :
- إذا تكرر الحادث المروري مع السائق المُعتدى عليه نفسه ؟ فهل ستعيد الكرة مرة ثانــية ؟
فأجــابه بكل ثقــة واعتزاز بالنفس وبرودة اعصــاب وعيونه تقدح غــيرة وكبرياء :
- نعــم يا سيادة القاضي .... سأكسر اصبعــه اليسرى وبلا تردد...
فضحك القاضي في سره .... واودعه يهــز برأسه لعنـــاده وقوة مراسه.

...الجــار قبل الــدار...
قالت لي امي :
- اذهب الى جارتـــنا وقل لهــا هاتي الأمانـــة ، فسألتها وانا اهــيم بالذهاب ؟
- ومـا الأمــانة ؟..
فقالت وهي تداري ابتـــسامة :
- لا تسأل بما لا يعنــيك ولكن احفظــها عندما تتسلمها كأنمــا روحــك.
وذهبت الى جارتـنا ، وبلغتـها الرسالة ... تحركت اعضاء جسـدها...وقالت لي بكل دفئ وحنان لا ينضب يجب
ان ترى بيتي قـبل ذلك .
وامرتني ان اتبعها ونصبت امامي وهي تتبخـتر واثــقة الخطــوة تمشي كملكة متوّجـة تــواً ، ساقاها البيضاوتان الرشيقتان العاريتان ، منعشتان وعلى وجهها الناعـم بدايات ابتسامة صغيرة وجسمها ملفوف كأنها سمكة  تنساب في مــوج البحــر ، بلا اهتمــام وردفاها مسبوكان يهتزان بثـقة كأنها سيدة مستوية الأركــان صدرها يكاد يكون عاريا كله ، يهـتز طريا وعريضا وخصبا ، حـواجبها محفوفة مقوسة وشفتاها اللحميتان داميتان بصـبغة فاتحـة ووجها الأسمر خـدوده بارزة ولها جاذبــية صريحـــة ارضــية، شعرها الأسر ملفوف بمنديل ناعم معمول من الحــرير ، فستانها الخفــيف ملون بازهــار كبيرة صفراء وخضراء ...
امرأة نضجت بل اوشك نضوجها علـى غايته، تضحك وفمها مفتوح ضحكة هادئة ومكتومة على غير المتوقع...وانقضى الوقت سريعا ... كجريان المياه في نهر شديد الأنحــدار ، وسلمتني الأمانة من يديها الناعمتين كعصـفور لها حياتها المتوفزة كأنها مستقلة عنها ...حركتها عندما مست يدهـا يـدي مفاجــئة وحميـــمة تقف لهــا دقات قلــبي واحس انني احمــل ثقــلا ...وكم كان بودي ان المس ثوبها الطاهر آنذاك ، كي اكـبح جماح الجــياد والخـــيول الرابضة في داخلي...ثـم سمعتها تقول لي بـــنبرة هادئــة وعــيون فيها شبق وخــجل :
- ماذا تنتظر بعــــد استلامك للأمانــــة ؟؟؟

فقلت لنفسي إن الحلــم سينقضي واننا نعيش في عصر لا يرحـم وان جوليت كانت وهما من اوهــام الأقطاعيين الأنكلير في مدينة اوروبية في اخــر العصر الوسيط .

رجعت حينها الى البيت لاسلم الأمانة الى امي...حيــنئذ ايقنت إن هناك اسماء عندما تذكرها تكاد تتحدث عنها وكأنك تتحدث إليها بنفس تلك الهيــبة والمهابة وذلك الأنــبهار وصدق المثل القائل /الجــار قبل الــدار/......


برلــــين


 

 

free web counter