| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@hotmail.com

 

 

 

الخميس 4/9/ 2008



الحزب الشيوعي الفنلندي يحتفل بذكراه التسعين

هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز

الحفل الفني والخطابي
للايام 30 ـ 31 اب 2008 ، وسط العاصمة الفنلندية ، هلسنكي، شهدت قاعات المبنى التأريخي لجامعة هلسنكي، احتفالات الحزب الشيوعي الفنلندي بالذكرى التسعين لتأسيسه في 29 اب 1918 . نظم الحزب لهذا العام احتفاله على شكل مهرجان فكري كبير، سبقه تهيئة اعلامية واسعة.


شعار الحزب الشيوعي الفنلندي

تضمن المهرجان سلسلة عديدة من الندوات والمحاضرات والطاولات المستديرة ، ساهم في تقديمها اساتذة ومختصين واكاديمين ورجال سياسة وثقافة ، وتوزعت على عناوين عديدة، شملت محاور اقتصادية واسياسية واجتماعية وثقافية، وكان منظمو المحاضرات ومديروها يركزون في اتجاه استخلاص الدروس والعبر على اساس التجربة المعاصرة للتطور الفكري والنضالي لعمل الشيوعيين في ارجاء العالم في ظل العولمة الراسمالية . وشهدت قاعات المحاضرات اقبالا كبيرا من قبل المواطنين الفنلندين ، خصوصا من قبل الشباب وطلاب الجامعات وفي مساء السبت 30 اب شهدت قاعة الاحتفالات المركزية في مبنى الجامعة ، حفلا فنيا ساهرا استمر حتى ساعة متاخرة من الليل ، شاركت فيه اشهر الفرق الفنية الموسيقية الفنلندية ، يتقدمهم الفنان الشهير ميكو بيركويلا (له مواقف مشهودة في التضامن مع الشعب العراقي في نضاله ضد الديكتاتورية المقبورة ، وسبق لمجلة اعلام الحزب في الخارج ، رسالة العراق ، عام 2000 ان نشرت معه لقاءا مطولا)، وفرقة نورما لطالبات المعهد العالي للموسيقى ، والفنان المشهور باولي هانهينيمي وفرقته التراثية ، وغيرهم من الفنانين المعروفين بتوجهاتهم اليسارية والتقدمية . وفي مساء يوم الاحد، 31 اب ، اقيم في نفس القاعة الحفل الخطابي والفني احتفاءا بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي الفنلندي ، وغصت القاعة بالجمهور وبالمدعوين الضيوف ، وكان من بينهم ممثل منظمة فنلندا للحزب الشيوعي العراقي .


جانب من الحفل

ادار الحفل بشكل متميز وحيوي واحد من اشهر الفنانين الكوميديين في فنلندا ، الذي قدم منولوجات وتعليقات سياسية وقفشات ساخرة لم ينجو منها كل من يقدمه ويصعد المنصة ، حتى رئيس الحزب الشيوعي الفنلندي الرفيق اوريو هاكنين ، الذي قدم كلمة عميقة قوطعت مرارا بالتصفيق الحاد من قبل الجمهور . في كلمته حيا الرفيق اوريو هاكنين الحفل والضيوف وأكد على مواصلة الحزب الشيوعي الفنلندي لنضالاته من اجل تحقيق شعاراته الاساسية الستراتيجية والمرحلية ، ومنها العمل لاجل وقف ازدياد عدد الفقراء في البلد ، الذين صاروا يتأثرون بشكل واضح بموجة الغلاء وانخفاض القدرة الشرائية بسبب ثبات الاجور، والعمل لان يتمتع الجميع بحقوق متساوية في مجتمع الرفاهية الديمقراطي . واشار هاكنين في كلمته الى ان الحزب الشيوعي الفنلندي يقف بحزم ضد دخول فنلندا لمنظمة الناتو وان سياسة فنلندا الاوربية يجب ان تظل بعيدة عن التورط في النزاعات الاقليمية لبلدان الجوار، وشدد على النضال لبناء اوربا خالية من سلطة المال والبطالة وتهديدات الدمار للبيئة .

تهنئة من الحزب الشيوعي العراقي
واكد رئيس الحزب الشيوعي الفنلندي الرفيق اوريو هاكنين في كلمته على اهمية التضامن الاممي في العلاقات بين الشعوب والاحزاب الشيوعية والعمالية ، وأكد على تضامن الحزب الشيوعي الفنلندي مع العديد من البلدان في الشرق الاوسط ، واشار الى شعبنا العراقي في نضاله اجل تحقيق السيادة الوطنية وبناء تجربة ديمقراطية .


رئيس الحزب الشيوعي الفنلندي أوريو هاكنين مع يوسف ابو الفوز

يذكر ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ارسلت رسالة تهنئة الى الحزب الشيوعي الفنلندي ، اكدت فيها على عمق العلاقات الكفاحية بين الحزبين وحيت نضالات الحزب الشيوعي الفنلندي وتضامنه مع نضالات شعبنا العراقي . ووصلت الى الحفل العديد من رسائل التحية من الاحزاب الشيوعية والعمالية ، وحين تلى عريف الحفل اسماء الاحزاب مرسلي رسائل التحية ، وعند قراءة اسم الحزب الشيوعي العراقي تعالى التصفيق الحاد في القاعة واختتم الحفل بالنشيد الاممي وبتجديد العهد على النضال . وعلى هامش الحفل التقى ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا مع ممثلي العديد من الاحزاب والمنظمات الضيوف منهم ممثل الحزب الشيوعي الروسي والفيتنامي والاسباني والعديد من منظمات المجتمع المدني ، حيث عبروا عن تضامنهم مع نضال الشعب العراقي والحزب الشيوعي العراقي .

الحزب الشيوعي الفنلندي في سطور
تأسس الحزب الشيوعي الفنلندي عام 1918 ، ولكنه ظل يعمل بشكل سري حتى عام 1944 ، حيث توفرت له الفرصة للعمل العلني . ودخل حينها في التحالف الديمقراطي للشعب الفنلندي الذي كان مظلة لكل اليسار الفنلندي. في فترة الحرب الباردة كان اليسار الفنلندي والشيوعيون طرفا اساسيا في العديد من الوزارات الحاكمة، وفي منتصف الستينات قدرت مؤسسات رصد امريكية عضوية الحزب الشيوعي الفنلندي باربعين الف عضوا ، ولكن الشيوعيين الفنلنديين لم ينجحوا في صعود ممثل عنهم الى رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية . وكان للحزب الشيوعي الفنلندي نشاط واضح بين صفوف الشبيبة والطلبة ، ولو استعرضنا الان الخارطة السياسية في فنلندا فسنجد ان العديد من زعماء اليسار، لاحزاب مثل الخضر واتحاد اليسار وحتى الديمقراطي الاجتماعي كانوا شيوعيين في فترات شبابهم ، او كوادر نشطة في اتحاد الشبيبة الشيوعية الفنلندية .
ان انهيار الاتحاد السوفياتي اثر بشكل كبير على التحالف الديمقراطي للشعب الفنلندي ، الذي عاش صراعات ايدلوجية حادة ، وسببت انشقاقات في التحالف وظهور عدة تجمعات شيوعية ، وعلى اثرها تأسس حزب اتحاد اليسار عام 1990 ، كحزب اكثر ليبرالية وقربا من الحزب الاجتماعي الديمقراطي في برامجه وتوجهاته ، وهو الان من احزاب المعارضة في البرلمان الفنلندي، وله في البرلمان 17 مقعدا من مئة مقعد هي كل مقاعد البرلمان الفنلندي، ويعتبر الرابع بين الخمسة الكبار من الاحزاب الاساسية في فنلندا . الحزب الشيوعي الفنلندي وبعد صراعات فكرية وتنظيمية استطاع اعادة تنظيم نفسه ، وتكلل ذلك بالنجاح في عقد مؤتمر اعادة التأسيس في شباط 1997 . وللحزب حاليا اكثر من مئة منظمة اساسية و14 فرعا كبيرا ، ويبلغ معدل اعضاءه المسجلين بشكل رسمي اكثر من ثلاثة الف عضو ، وله انصار بين صفوف الشبيبة والطلبة واتحاد العمال ، لكن الحزب ولدورتين انتخابيتين لم ينجح في الوصول الى البرلمان ، رغم انه في الانتخابات الماضية ، اذار 2007 ، حقق نجاحا في بروز العديد من مرشحيه ، الذين كانت التوقعات تشير الى احتمال فوزهم . وللحزب الشيوعي الفنلندي العديد من الممثلين في المجالس المحلية والمدن ، ومنها العاصمة ، حيث يحتل رئيس الحزب مقعدا في مجلس العاصمة ، هلسنكي ، ويتمتع مجلس العاصمة بصلاحيات واسعة ونفوذ كبير . يذكر ان فنلندا نفوسها خمسة ملايين نسمة ، منهم 93% فنلنديين و6% سويدين و 0,03% ساميين . ويبلغ عدد الاجانب في فنلندا اكثر من مئة وثلاثة وعشرين الفا (123,708) بينهم حوالي ستة الاف عراقي !


*
عن طريق الشعب العدد23 ليوم 4/9/2008
 

free web counter