يوسف أبو الفوز
haddad.yousif@yahoo.com
حكاية صنوبرتين .. لقاء مناضلتين جمعهما أسم " صنوبر"
يوسف ابو الفوز
نحن لا نتدخل في اختيار أسمائنا ، فهي تخضع لمجموعة عوامل ثقافية وسياسية ودينية تعيشها العائلة ، ولكن بشكل ما يمكننا اختيار أسمنا الحركي او الكنية ، خصوصا بين الناشطين السياسيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني ، ووسط اجواء البهجة والحماس في عيد العمال العالمي في السليمانية ، والمطالبات المشروعة والرايات تخفق والهتافات والاغاني تتصاعد ، كنت شاهدا على لقاء صنوبرتين باسقتين في نضالات المرأة العراقية !
صنوبر الاولى : صنوبر أسماعيل نصر الله ــ روشن
مسيرة المناضلة صنوبر اسماعيل نصر الله ـ روشن ، من مواليد مدينة السليمانية ، حافلة بالمحطات النضالية ، فمنذ انضمامها الى نشاطات رابطة المرأة في بدايات شبابها وثم نشاطها في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، تعرضت الى مضايقات سلطات النظام الديكتاتوري ، فخلال عملها كمعلمة تعرضت الى العديد من اجراءات النقل والابعاد لمناطق نائية ، للحد من نشاطها السياسي والنسوي ، الا ان كل ذلك لم يثنها عن المواصلة . في عام 1979 كانت من اوائل النصيرات اللواتي التحقن في مواقع الانصار ، في منطقة ناوزنك ضمن صفوف انصار الحزب الشيوعي العراقي ، ثم في عام 1980 توجهت للدراسة الحزبية في موسكو وعادت لمواصلة مهام العمل الحزبي في سوريا ، عام 1983 توجهت الى يوغسلافيا لتدرس في قسم الاعلام ، وطيلة كل هذه السنوات كانت تواصل نشاطها في مهام ومواقع متعددة في رابطة المراة العراقية . بعد سقوط النظام الديكتاتوري عادت الى السليمانية لتلتحق بعملها التدريسي وتواصل نشاطها الحزبي والنسوي ، وخلال مسيرة نشاطها النسوي كانت عملت عام 1973 في مدينة حلبجة وعرف الناس هناك اسمها ونشاطاتها ، وكونت صداقات مع اهل المدينة ومناضليها لا تزال مستمرة .
صنوبر الثانية : شادمان علي فتاح ــ صنوبر
ولدت في مدينة السليمانية ، وبسبب المضايقات التي تعرض لها والدها المناضل الشيوعي علي فتاح درويش من قبل سلطات النظام الديكتاتوري، انتقلت العائلة ربيع 1984 الى منطقة احمد اوى ، ثم مدينة حلبجة ، حيث صار الوالد احد الكوادر القيادية لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في المدينة لكنه استشهد بشجاعة ، وهو يؤدي مهامه الحزبية ، في الهجوم العدواني للنظام الديكتاتوري على مدينة حلبجة الباسلة بالاسلحة الكيماوية في 16 اذار 1988. وبحكم ارتباطات ونشاط والدها السياسي تعلمت الصبية شادمان وبشكل مبكر فنون نقل المناشير والرسائل الحزبية ، بين المحطات الحزبية ، حيث كانت تخفي ذلك بين طيات ملابسها وكتبها المدرسية . عملت في تنظيمات الحزب وشاركت في الاجتماعات والمهام الحزبية بشكل مبكر ثم نالت عضوية الحزب قبل بلوغها الثامنة عشر، وكان لابد خلال تلك الايام من أختيار اسم حركي .
في تلك السنوات سمعت شادمان قصصا كثيرة عن نشاطات ونضالات العديد من المناضلين نساءا ورجالا ، ومنهم المناضلة ( صنوبر أسماعيل نصر الله ـ روشن ) التي كانت معروفة جيدا في مدينة حلبجة. لم يحدث وان التقت شادمان بها في تلك السنوات ، لكنها سمعت عنها الكثير من القصص ، وكان نشاطها مثار الاعجاب مما رسخ اسمها في بالها . واذ تطلب من شادمان اختيار اسم حركي للنشاط السياسي وكانت قد سمعت بأن المناضلة صنوبر قد سافرت للدراسة في الاتحاد السوفياتي ، قالت مع نفسها : " صنوبر تسافر واخرى تأتي"، فأختارت اسم "صنوبر" اسما حركيا لها والذي عرفت به بين صفوف رفاقها ورفيقاتها . ظلت شادمان تتابع اخبار صنوبر أسماعيل ونشاطاتها . بعد سقوط النظام الديكتاتوري ورغم مساهمات شادمان في العديد من النشاطات النسوية والحزبية ، لم تتوفر لها فرصة اللقاء مع صنوبر اسماعيل الا في مسيرة الاول من ايار الاخيرة عام 2012، حيث كانت طريق الشعب شاهدة على هذا اللقاء . كان لقاءا متميزا ومفعما بالعاطفة والحماس تحت ظلال الراية التي ربطت تأريخهما بالاسماء والمباديء والاحلام ، وراحت الصنوبرتان تتبادلان الحكايات والقصص عن مصير من عرفوا من مناضلات ومناضلين عموا معهما ، وكانت عيونهما مترعة بالامل بأن لابد من فجر قادم !
المناضلة صنوبر اسماعيل نصر الله ــ روشن ، قالت لطريق الشعب :
ــ سعيدة جدا بلقاء شادمان ، سمعت الكثير عنها ومواقفها النضالية الطيبة والشجاعة ، وفخورة انها تحمل اسما حركيا يرتبط بأسمي . اعتقد ان ذلك نتيجة لوحدة المباديء والمواقف .
المناضلة شادمان علي فتاح ــ صنوبر ، اضافت :
ــ اعيش لحظات سعيدة ، وانا ألتقي وجها لوجه المناضلة التي حملت اسمها الصريح كأسم حركي ، وان تجمعنا ذات المباديء ونساهم معا في فعالية جماهيرية تحت نفس الراية ونردد نفس الشعارات ولنا نفس المطالب والاحلام من اجل الناس !
عن طريق الشعب العدد 05 الثلاثاء 7 آب 2012